إن نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة جاءت بلسان عربي مبين، لتكون الحجة على العباد واضحة، والدلالة على الحق جلية. ومن الواجب على المسلمين إجراؤها على ظاهرها من غير تحريف أو تعطيل، خاصة ما يتعلق بصفات الله عز وجل، إذ إن مجال الرأي والهوى فيها مرفوض، ولا يُقبل إلا ما دل عليه الوحي من الكتاب والسنة. ومن خلال هذا المقال نسلط الضوء على منهج أهل السنة والجماعة في فهم النصوص، مع بيان الأدلة النقلية والعقلية على ذلك
مقالات ذات صلة:
تحريف آيات الإمامة وادعاء حذف اسم علي بن أبي طالب من القرآن الكريم
آية التطهير: في ضوء تفسيرات الألوسي والشوكاني
شبهة حديث «رأيت ربي في صورة شاب له وفرة»
تفسير قوله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ بين الفهم اللغوي ومنهج أهل السنة
شبهة حديث «رأيت ربي في صورة شاب له وفرة»
ودليل ذلك: السمع والعقل:
أما السمع:
فقوله تعالى: ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾، وقوله: ﴿إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، وقوله: ﴿إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾، وهذا يدل على وجوب فهمه على ما يقتضيه ظاهره باللسان العربي إلا أن يمنع منه دليل شرعي.
وقد ذم الله تعالى اليهود على تحريفهم، وبين أنهم بتحريفهم من أبعد الناس عن الإيمان، فقال: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ وقال تعالى: ﴿مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا﴾ الآية.
وأما العقل:
فلأن المتكلم بهذه النصوص أعلم بمراده من غيره، وقد خاطبنا باللسان العربي المبين، فوجب قبوله على ظاهره، وإلا لاختلفت الآراء وتفرقت الأمة.
القواعد المثلى للامام ابن عثيمين ص 46