تُعَدُّ آية ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ من أوائل ما خوطب به النبي ﷺ في بداية الدعوة، وقد تناول المفسرون والروّاة معانيها ودلالاتها بأساليب متعددة، فمنهم من حملها على الطهارة الحسية، ومنهم من فسّرها بالطهارة المعنوية أو تهذيب السلوك. وفي الروايات المروية عن الأئمة، نجد تأكيدًا على جانب عملي يتصل بآداب اللباس، وخصوصًا رفع الثياب وعدم جرّها على الأرض، لما في ذلك من نظافة واحتشام وحماية من الكبر والتشبه بالنساء. هذا المقال يستعرض تلك الروايات، ويكشف كيف فهم السلف والأئمة هذه الآية في ضوء السلوك اليومي للمسلمين.
عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدّثر: 4].
من مواضيع السقيفة:
رواية الشاب الأمرد في كتب الشيعة
الرد على منكري نفي رؤية الله سبحانه وتعالى
كشف افتراءات الرافضة التفريق بين السنة والوهابية
قال: فشمر[1].
عن رجل من أهل اليمامة كان مع أبي الحسن عليه السلام أيام حبس ببغداد قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: إن الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وآله: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدّثر: 4] وكانت ثيابه طاهرة وإنما أمره بالتشمير[2] .
عن أبي عبدالله عليه السلام قال:
إن عليا عليه السلام كان عندكم فأتى بني ديوان واشترى ثلاثة أثواب بدينار القميص إلى فوق الكعب و الازار إلى نصف الساق والرداء من بين يديه إلى ثدييه ومن خلفه إلى أليتيه ثم رفع يده إلى السماء فلم يزل يحمد الله على ماكساه حتى دخل منزله ثم قال: هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه ، قال: أبوعبدالله عليه السلام: ولكن لا يقدرون أن يلبسوا هذا اليوم ولو فعلناه لقالوا: مجنون ، ولقالوا: مرائي والله تعالى يقول: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدّثر: 4] .
قال: وثيابك ارفعها ولا تجرها ، وإذا قام قائمنا كان هذا اللباس[3].
عن عبدالله بن هلال قال:
أمرني أبوعبدالله عليه السلام أن أشتري له إزارا فقلت له: إني لست اصيب إلا واسعا قال: اقطع منه وكفه ، قال: ثم قال: إن أبي قال: وما جاوز الكعبين ففي النار[4].
عن أبي حمزة رفعه قال:
نظر أمير المؤمنين عليه السلام إلى فتى مرخ إزاره فقال: يا بني أرفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأنقى لقلبك[5].
عن سلمة بياع القلانس قال:
كنت عند أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه أبوعبدالله عليه السلام فقال أبو جعفر عليه السلام: يا بني ألا تطهر قميصك؟ فذهب فظننا أن ثوبه قد أصابه شيء فرجع فقال: إنه هكذا فقلنا: جعلنا الله فداكما لقميصه؟ قال: كان قمصيه طويلا وأمرته أن يقصر إن الله عزوجل يقول: ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ [المدّثر: 4][6] عن أبي عبد الله عليه السلام قال: في الرجل يجر ثوبه قال: إني لأكره أن يتشبه بالنساء[7].
عن حذيفة بن منصور قال:
كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدعا بأثواب فذرع منه فعمد إلى خمسة أذرع فقطعها ثم شبر عرضها ستة أشبار ثم شقه وقال: شدوا ضفته وهدبوا طرفيه[8].
[1] الكافي، للكليني، 6/455، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 5/38
[2] الكافي، للكليني، 6/456، بحار الأنوار، للمجلسي، 16/271
[3]المصادر السابقة
[4]الكافي، للكليني، 6/456، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 5/42
[5]الكافي، للكليني، 6/457،، للحر العاملي، 3/367
[6] الكافي، للكليني، 6/458، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 5/39
[7] الكافي، للكليني، 6/458، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 5/25
[8] الكافي، للكليني، 6/ 458