يُستدل بحديث «إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح» عند بعض الفرق لإثبات حجية مطلقة لأهل البيت، إلا أن صحة هذا الحديث مدار بحث طويل بين المحدثين. في هذه المقالة، نستعرض رواية الطبراني في "المعجم الأوسط"، ونبين حكم المحدثين عليها، وخاصة الإمام الألباني، الذي حكم بضعفها، موضحًا علل الإسناد وسبب عدم الاعتماد على هذه الطريق.

قال الامام الطبراني:

" 5870 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ الْكِلَابِيُّ قَالَ: نا أَبِي قَالَ: نا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الصَّائِغِ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي مَثَلُ سَفِينَةِ نُوحٍ، مَنْ رَكِبَهَا نَجَا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهَا غَرِقَ. إِنَّمَا مَثَلُ أَهْلِ بَيْتِي فِيكُمْ مَثَلُ بَابِ حِطَّةٍ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ، مَنْ دَخَلَ غُفِرَ لَهُ»

مقالات السقيفة ذات صلة:

مظاهر الشرك في العقيدة الشيعية وأثرها على التوحيد

شبهة حديث: نعم المذكر المسبحة

إثبات كفر أبي طالب من كتب الشيعة

شبهة أن ابن عمر كان يقول في الآذان حي على خير العمل

لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الصَّائِغِ إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَمَّادٍ، تَفَرَّدَ بِهِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَبِيعَةَ "

المعجم الاوسط – سليمان بن احمد الطبراني – ج 6 ص 85

قال الامام الالباني في الضعيفة:

" وأما حديث أبي سعيد الخدري: فيرويه عبد العزيز بن محمد بن ربيعة الكلابي: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد المقرىء عن أبي سلمة الصائغ عن عطية عنه.

أخرجه الطبراني في "الصغير" (ص 170).

وقال: "لم يروه عن أبي سلمة إلا ابن أبي حماد، تفرد به عبد العزيز بن محمد بن ربيعة"

 قلت: ولم أجد من ترجمهكذا اللذان فوقه.

وعطية - وهو العوفي - ضعيف. وقال الهيثمي: "رواه الطبراني في "الصغير" و"الأوسطوفيه جماعة لم أعرفهم"

سلسلة الاحاديث الضعيفة والموضوعة – محمد ناصر الدين الالباني – ج 10 ص 9