كثيرًا ما تُثار في كتب التراث بعض الآثار المنسوبة إلى أئمة أهل السنة والجماعة، والتي قد تُستخدم للطعن أو التشويه أو لإثارة الشبهات حول منهجهم في باب الصفات. ومن هذه الآثار ما نُسب إلى الإمام أبي يعلى الفراء الحنبلي، رئيس الحنابلة في بغداد، من قوله: «ألزموني ما شئتم إلا اللحية والعورة». ورغم تداول هذه العبارة في بعض المصادر، إلا أن البحث العلمي يكشف أن هذا الأثر لا يصح إسناده، إذ فيه جهالة وانقطاع، مما يُسقط الاحتجاج به.
ومن هنا تبرز أهمية التحقيق والتدقيق في الروايات قبل الاعتماد عليها أو نسبتها إلى الأئمة.
مقالات السقيفة ذات صلة:
الإلحاد في أسماء الله تعالى هو الميل بها عما يجب فيها
أصول أهل السنة والجماعة في الصفات
رواية الشاب الأمرد في كتب الشيعة
قال أبو بكر بن العربي:
«أخبرني من أثق به من مشيختي أن أبا يعلى محمد بن الحسين الفراء رئيس الحنابلة ببغداد كان يقول إذا ذكر الله تعالى، وما ورد من هذه الظواهر في صفاته يقول: ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه، إلا اللحية والعورة».
الاثر لا يصح، في اسناده جهاله...
مقالات السقيفة ذات صلة:
أن الله كتب التوراة لموسى بيده
الأصل حمل الصفات على الحقيقة (3)
رواه رجل يثق به أبو بكر ولا نعرفه نحن حتى نثق به ونسلم بما قاله. فقد يكون ثقة ولكن ربما كان مخلطا. والثقات المجهولون كثر. ولو كان صحابيا لقبلنا جهالته. فهل كان ابن عساكر يروي عن صحابي؟!