من الشبهات التي يثيرها الرافضة حول حادثة رزية الخميس زعمهم أن موقف الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان سببًا في منع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كتابة الكتاب، وأن ذلك يدل على معارضة أو عدم رضى. غير أن النصوص الصحيحة الثابتة في "الصحيحين" وغيرها تكشف عكس ذلك تمامًا، حيث شهد ابن عباس رضي الله عنهما وهو راوي الحادثة وحبر الأمة – بحسن صحبة عمر للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فارق الدنيا وهو راضٍ عنه. بل إن ابن عباس نفسه كان يعدّ عمر أحبّ الصحابة إليه، ويقدّم قوله مع أبي بكر رضي الله عنهما عند غياب النص من الكتاب والسنة، مما يثبت بطلان دعاوى الرافضة ويؤكد مكانة عمر في الإسلام ورضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه.

وقد ورد عن راوي الحادثة، والشاهد عليها، وهو حبر الامة عبد الله بن عباس رضي الله عنهما شهادته لعمر رضي الله عنه برضى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عليه.

اخترنا لكم من موقع السقيفة:

العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس

اسئلة تتعلق برزية الخميس

شبهة حديث الكرسي موضع القدمين

عقيدة أهل السنة في التوحيد

العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس

 ففي صحيح الامام البخاري:

 "3692- حَدَّثَنَا الصَّلْتُ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنِ المِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: لَمَّا طُعِنَ عُمَرُ جَعَلَ يَأْلَمُ، فَقَالَ لَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَكَأَنَّهُ يُجَزِّعُهُ: يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، وَلَئِنْ كَانَ ذَاكَ، لَقَدْ صَحِبْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَحْسَنْتَ صُحْبَتَهُ، ثُمَّ فَارَقْتَهُ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ...... "

صحيح البخاري – بَابُ مَنَاقِبِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ أَبِي حَفْصٍ القُرَشِيِّ العَدَوِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – ج 5 ص 12

وفيه: " 581 - حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَبِي العَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ، «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ العَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ» "

صحيح البخاري – بَابُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الفَجْرِ حَتَّى تَرْتَفِعَ الشَّمْسُ - ج 1 ص 120

وفي صحيح مسلم:

" 286 - (826) وحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ سَالِمٍ، جَمِيعًا عَنْ هُشَيْمٍ، قَالَ دَاوُدُ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَخْبَرَنَا مَنْصُورٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَالِيَةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ غَيْرَ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَكَانَ أَحَبَّهُمْ إِلَيَّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «نَهَى عَنِ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ» "

 صحيح مسلم - بَابُ الْأَوْقَاتِ الَّتِي نُهِيَ عَنِ الصَّلَاةِ فِيهَا – ج 1 ص 566

فهذه شهادة راوي الحديث، والشاهد على الحادثة حبر الامة ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما لعمر رضي الله عنه بحسن صحبة رسول الله، ورضى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم عليه، وكذلك رضى ابن عباس ومحبته لعمر رضي الله عنهم، وكذلك قد ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما انه ان لم يجد الحكم الشرعي في نص الكتاب، او السنة، فانه يأخذ بقول ابي بكر وعمر رضي الله عنهما، ففي سنن الامام الدارمي بسند صحيح كما قال الاستاذ حسين سليم اسد محقق الكتاب.

 ومصنف الامام ابن شيبة:

 " 168 - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي يَزِيدَ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، «إِذَا سُئِلَ عَنِ الْأَمْرِ فَكَانَ فِي الْقُرْآنِ، أَخْبَرَ بِهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْقُرْآنِ وَكَانَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَخْبَرَ بِهِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ، فَعَنْ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - فَإِنْ لَمْ يَكُنْ، قَالَ فِيهِ بِرَأْيِهِ»

 " سنن الدارمي - تحقيق حسين سليم اسد – ج 1 ص 265، ومصنف ابن أبي شيبة - أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة - ج 7 ص 242