من الشبهات التي يثيرها بعض المخالفين في حق الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ما يتعلق بروايات ضعيفة وردت في بعض كتب الفتن، يزعمون أنها تتضمن طعنًا في مشروعية خلافة أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، أو في موقف الصحابة من قتال الفتنة. ومن تلك الروايات ما جاء عن طريق بقية بن الوليد عن سليمان الأنصاري عن الحسن عن الأحنف بن قيس، وفيها عبارات حول أن القوم أخذوها بغير مشورة، وهي رواية يستند إليها الرافضة في إثارة الشبهة.
اخترنا لكم من موقع السقيفة:
العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس
العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس
الرواية:
459 - حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَنْصَارِيِّ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: بَايَعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: فَرَآنِي أَبُو بَكْرَةَ وَأَنَا مُتَقَلِّدٌ، سَيْفًا فَقَالَ: مَا هَذَا يَا ابْنَ أَخِي؟ قُلْتُ: بَايَعْتُ عَلِيًّا، قَالَ: لَا تَفْعَلْ يَا ابْنَ أَخِي، فَإِنَّ الْقَوْمَ يَقْتَتِلُونَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا أَخَذُوهَا بِغَيْرِ مَشُورَةٍ، قُلْتُ: فَأُمُّ الْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: امْرَأَةٌ ضَعِيفَةٌ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا يُفْلِحُ قَوْمٌ يَلِي أَمْرَهُمُ امْرَأَةٌ» الفتن لنعيم بن حماد
بَقِيَّةُ: عَنْ سُلَيْمَانَ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الحَسَنِ، عَنِ الأَحْنَفِ، قَالَ:
بَايَعْتُ عَلِيّاً -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فَرَآنِي أَبُو بَكْرَةَ وَأَنَا مُتَقَلِّدٌ السَّيْفَ، فَقَالَ: مَا هَذَا يَا ابْنَ أَخِي؟
قُلْتُ: بَايَعْتُ عَلِيّاً.
قَالَ: لاَ تَفْعَلْ، إِنَّهُم يَقْتَتِلُوْنَ عَلَى الدُّنْيَا؛ وَإِنَّمَا أَخَذُوْهَا بِغَيْرِ مَشُوْرَةٍ[1].
[1] بقية: هو ابن الوليد مدلس. وقد عنعن، وسليمان الأنصاري لم أعرفه.
والصحيح في هذا ما رواه البخاري: 3 / 81 في الايمان: با ب (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)، و12 / 173 في الديات: باب (ومن أحياها)، ومسلم (2888) في الفتن: باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، وأبو داود (4268) في الفتن: باب في النهي عن القتال في الفتنة، من طريق حماد بن زيد، عن أيوب السختياني ويونس بن عبيد البصري عن الحسن، عن الاحنف بن قيس، قال: خرجت وأنا أريد هذا الرجل، فلقيني أبو بكرة، فقال: أين تريد يا أحنف؟ قال: قلت: أريد نصر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعني عليا، قال: فقال لي: يا أحنف ارجع، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا تواجه المسلمان بسيفيهما، فالقاتل والمقتول في النار " قلت: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: " إنه كان حريصا على قتل صاحبه
وانظر في شرح هذا الحديث " فتح الباري " 13 / 27، 29. سير اعلام النبلاء ج 3 ص 8 ط الرسالة تحقيق مجموعة من المحققين بأشراف شعيب الأرناؤوط
285- ع: الأَحنف بْن قيس بْن معاوية بْن حصين... رَوَى عَنه: الحسن البَصْرِيّ... تهذيب الكمال في اسماء الرجال ج 2 ص 283 وَالحَسَنُ - مَعَ جَلاَلَتِهِ -: فَهُوَ مُدَلِّسٌ، وَمَرَاسِيْلُهُ لَيْسَتْ بِذَاكَ.
سير اعلام النبلاء ج 4 ص 572 ط الرسالة 9 ـ ع: الحسن بن أبي الحسن البصري، من المشهورين بالتدليس. المدلسين لابو زرعة ج 1 ص 42
135 - الحسن بن أبي الحسن البصري واسم أبيه يسار أحد الأئمة الأعلام تقدم أنه كثير التدليس وهو مكثر من الإرسال...جامع التحصيل ج 1 ص 162