من الشبهات التي يثيرها بعض الطاعنين في الصحابة رضوان الله عليهم رواية موضوعة تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لعن الله من تخلف عن جيش أسامة». وقد اتخذها الرافضة مطعنًا في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما خصوصًا، بدعوى أنهما تخلفا عن الخروج مع الجيش. وهذه الشبهة واهية لا تثبت من جهة الإسناد ولا من جهة المعنى، وقد بيّن العلماء بطلانها وردّوا على هذه الدعوى من وجوه متعددة.

الرد على شيهة جيش اسامة:

رد على شبهة رواية لعن الله من تخلف عن جيش اسامة عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية لعن الله من تخلف عن جيش أسامة.

اخترنا لكم من موقع السقيفة:

العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس

اسئلة تتعلق برزية الخميس

شبهة حديث الكرسي موضع القدمين

عقيدة أهل السنة في التوحيد

العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس

الحديث منكر:

أخرجه الجوهري في كتاب السقيفة. وزعم عبد الحسين الموسوي أن الشهرستاني رواه مرسلا. وهذا دال على عجزه عن أن يجده في شيء من كتبه وهل يلعنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما أعظم المهاجرين؟ كيف يعقل أن يلعن رسول الله خواص أصحابه أبا وعمر اللذين هما أبرز وأعظم المهاجرين. بل كيف يلعن أحدا من المهاجرين والأنصار الذين أثنى الله عليهم في القرآن؟ الله يثني عليهم والرسول يلعنهم؟

فيقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذا الحديث في منهاج السنة (6318):

هذا كذب موضوع باتفاق أهل المعرفة بالنقل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل لعن الله من تخلف عنه، ولا نقل هذا بإسناد ثابت، بل ليس له إسناد في كتب أهل الحديث أصلا، ولا امتنع أحد من أصحاب أسامة من الخروج معه لو خرج، بل كان أسامة هو الذي توقف عن الخروج لما خاف أن يموت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف أذهب وأنت هكذا أسأل عنك الركبان؟ فأذن له في المقام، ولو عزم على أسامة في الذهاب لأطاعه، ولو ذهب أسامة لم يتخلف عنه أحد ممن كان معه، وقد ذهبوا جميعهم معه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتخلف عنه أحد بغير إذنه، وأبو بكر لم يكن في جيش أسامة باتفاق أهل العلم، لكن روي أن عمر كان فيهم، وكان عمر خارجا مع أسامة، لكن طلب أبو بكر من أسامة أن يأذن له في المقام عنده لحاجته إليه، فأذن له، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم لما مات كان أحرص الناس على تجهيز أسامة هو أبوبكر، وجمهور الصحابة أشاروا عليه بأنه لا يجهزه خوفا عليهم من العدو، فقال أبو بكر: لا أحل راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم. انتهى المراد.