أصحاب معاوية وأصحاب علي

كتاب نهج البلاغة صفحة 218

https://url-shortener.me/3IBR

تميّزت خطب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ببلاغة نافذة وأسلوب مؤثر، جمع بين قوة الحجة وحرارة العاطفة، إذ كان يخاطب أصحابه في الميدان والحياة العامة بلسانٍ صادق يكشف عن مواطن الضعف فيهم ويقارنها بما رآه من التزام خصومه. ومن أبلغ ما ورد عنه، تلك الخطبة التي أبان فيها عن خيبة أمله من تفرق أصحابه وتخاذلهم عن الاستجابة لدعوته في جهاد أهل البغي، بينما يصف طاعة أهل الشام لمعاوية رغم معصيته لله، مقابل عصيان أصحابه له رغم طاعته لله.

يعرض المقال نصًا من كلام الإمام علي رضي الله عنه يصف فيه حال جيشه وأصحابه، حيث شبّه تفرقهم بعد مواعظه بتفرق "أيادي سبأ"، وذمّ اختلاف أهوائهم وضعف عزائمهم، حتى تمنى لو أنه يبادل معاوية رجلاً من أهل الشام بعشرة من أصحابه، لما رأى من قوة التزام الشاميين مقابل تهاون أهل العراق. ويتناول المقال الأبعاد البلاغية والفكرية لهذا النص، من حيث تصويره لحال الأمة زمن الفتنة، وموازنته الدقيقة بين الطاعة والمعصية، ليُظهر أن المشكلة لم تكن في القائد بل في جنده. كما يسلط الضوء على الدروس المعاصرة المستفادة من هذا الكلام في طاعة الحق وتجنب التفرق والخذلان.

وَأَعِظُكُمْ بِالمَوْعِظَةِ الْبَالِغَةِ فَتَتَفَرَّقُونَ عَنْهَا، وَأَحُثُّكُمْ عَلَى جِهَادِ أَهْلِ الْبَغْيِ فَمَا آتِي عَلَى آخِرِ قَوْلي حَتَّى أَرَاكُمْ مُتفَرِّقِينَ أَيَادِيَ سَبَا، تَرْجِعُونَ إِلى مَجَالِسِكُمْ، وَتَتَخَادَعُونَ عَنْ مَوَاعِظِكُمْ، أُقَوِّمُكُمْ غُدْوَةً، وَتَرْجِعُونَ إِلَيَّ عَشِيَّةً، كَظَهْرِ الْحَنِيَّةِ، عَجَزَ الْمُقَوِّمُ، وَأَعْضَلَ الْمُقَوَّمُ.

اخترنا لكم من موقع السقيفة:

العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس

اسئلة تتعلق برزية الخميس

شبهة حديث الكرسي موضع القدمين

عقيدة أهل السنة في التوحيد

العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس

أَيُّهَا الشَّاهِدةُ أَبْدَانُهُمْ، الْغَائِبَةُ عَنْهُمْ عُقُولُهُمْ، الْـمُخْتَلِفَةُ أَهْوَاؤُهُمْ، المُبْتَلَى بِهمْ أُمَرَاؤُهُمْ، صَاحِبُكُمْ يُطِيعُ اللهَ وَأَنْتُمْ تَعْصُونَهُ، وَصَاحِبُ أَهْلِ الشَّامِ يَعْصِي اللهَ وَهُمْ يُطِيعُونَهُ، لَوَدِدْتُ وَاللهِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ صَارَفَني بِكُمْ صَرْفَ الدِّينَارِ بِالدِّرْهَمِ، فَأَخَذَ مِنِّي عَشَرَةً مِنْكُمْ وَأَعْطَانِي رَجُلاً مِنْهُمْ!