لقد كان نهج البلاغة مليئًا بالمواقف الخالدة التي تكشف عمق بصيرة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن أبرز هذه المواقف رفضه الصريح للتنجيم والكهانة، وبيانه لخطورتها على العقيدة واليقين بالله تعالى. ففي خطبته (79) عندما أشار عليه بعض أصحابه بتحديد وقت مسيره إلى الخوارج اعتمادًا على النجوم، أنكر عليه الإمام إنكارًا شديدًا، موضحًا أن ذلك ينافي التوكل على الله ويشبه الكهانة والسحر. هذا المقال يسلط الضوء على رؤية الإمام علي للتنجيم، وكيف فنده بالأدلة العقلية والشرعية، مع إبراز الجانب العقدي والعملي لهذا الموقف العظيم ...
من مقالات السقيفة:
الولاية التكوينية عند علماء الشيعة
79 - ومن كلام له عليه السلام قاله لبعض أصحابه لما عزم على المسير إلى الخوارج فقال له يا أمير المؤمنين إن سرت في هذا الوقت خشيت أن لا تظفر بمرادك من طريق علم النجوم فقال عليه السلام أتزعم أنك تهدي إلى الساعة التي من سار فيها صرف عنه السوء. وتخوف من الساعة التي من سار فيها حاق به الضر؟.
من مقالات السقيفة:
الروايات والآيات الواردة في ذم الكذب
صيغة الجمع في آية الولاية بين النص والتأويل
فمن صدق بهذا فقد كذب القرآن واستغنى عن الإعانة بالله في نيل المحبوب ودفع المكروه. وتبتغي في قولك للعامل بأمرك أن يوليك الحمد دون ربه لأنك بزعمك أنت هديته إلى الساعة التي نال فيها النفع وأمن الضر (ثم أقبل عليه السلام على الناس فقال) أيها الناس إياكم وتعلم النجوم إلا ما يهتدي به في بر أو بحر فإنها تدعو إلى الكهانة والمنجم كالكاهن والكاهن كالساحر والساحر كالكافر والكافر في النار سيروا على اسم الله.
نهج البلاغة للشريف الرضي الجزء الأول ص128 - 129