من المعلوم أن مكانة الصحابة رضي الله عنهم من أعظم أصول الإسلام بعد القرآن والسنة، فقد اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ ونصرة دينه. غير أن كتب الشيعة الإمامية قد امتلأت بسبّهم ولعنهم والطعن في عدالتهم، بل وصل الأمر إلى تفضيل علي رضي الله عنه على رسول الله ﷺ نفسه. ففي رجال الكشي والصراط المستقيم وحديقة الشيعة والطرائف وغيرها، نجد روايات تصف الخلفاء الراشدين الثلاثة بالكفر والنفاق، وتلعنهم وتدّعي نزول الآيات فيهم، بينما تُنسب لعلي وأهل البيت أفضليات لا تجوز إلا للنبي ﷺ.

هذه النصوص تكشف حقيقة موقف القوم من خير القرون، وتبين أن الطعن لم يكن مجرد اجتهاد قديم اندثر، بل بقي حيًا متجددًا عند المتقدمين والمتأخرين من علمائهم.

ونقف عند المجلسي في بحار الأنوار وحق اليقين حيث صرّح بتكفير الشيخين. المقال يبين أن هذه العقائد ما زالت تُطبع وتُمدح من كبار مراجع الشيعة المعاصرين، رغم دعواهم احترام الصحابة تقيةً.

 والنتيجة: أن القوم يجعلون عليًا أصلاً، والنبي ﷺ فرعًا، ويعطونه من الفضائل ما لم يُعط نبي الله وخاتم المرسلين.

من المعلوم أن مكانة الصحابة رضي الله عنهم من أعظم أصول الإسلام بعد القرآن والسنة، فقد اختارهم الله لصحبة نبيه ﷺ ونصرة دينه. غير أن كتب الشيعة الإمامية قد امتلأت بسبّهم ولعنهم والطعن في عدالتهم، بل وصل الأمر إلى تفضيل علي رضي الله عنه على رسول الله ﷺ نفسه. ففي رجال الكشي والصراط المستقيم وحديقة الشيعة والطرائف وغيرها، نجد روايات تصف الخلفاء الراشدين الثلاثة بالكفر والنفاق، وتلعنهم وتدّعي نزول الآيات فيهم، بينما تُنسب لعلي وأهل البيت أفضليات لا تجوز إلا للنبي ﷺ. هذه النصوص تكشف حقيقة موقف القوم من خير القرون، وتبين أن الطعن لم يكن مجرد اجتهاد قديم اندثر، بل بقي حيًا متجددًا عند المتقدمين والمتأخرين من علمائهم.

أفضلية على رضى الله عنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم:

لقد ذكرنا بعض العبارات من بعضها، وها نحن نلقي نظرة عابرة على البعض الآخر.

فمن كتب الشيعة في الحديث والرجال كتاب هام وقديم باسم (معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين) لأبي عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي [قال عنه القمي: هو الشيخ الجليل المتقدم أبو عمرو،

 قال الشيخ طوسي: إنه ثقة، بصير بالأخبار والرجال، حسن الاعتقاد صحب العياشي وأخذ عنه وتخرج عليه، وداره كان مرتعاً للشيعة وأهل العلم . . . . ويظهر من معالم العلماء أن اسم كتابه (معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين) (ع) واختصره شيخ الطائفة وسماه ابختيار الرجال وصرح جماعة من أئمة الفن أن الموجود المتداول من عصر العلامة إلى وقتنا هذا هو اختيار الشيخ، والكشي نسبة إلى الكش من بلاد ما وراه النهر) (الكنى والألقاب) ج3 ص94، 95. وكان من مواليد القرن الرابع من الهجرة وتوفي فيه] والذي يعرف برجال الكشي، وهذا الكتاب له ميزة أخرى حيث ذكروا أن شيخ الطائفة أبا جعفر الطوسي الذي أدرج كتاباه (الاستبصار) و(التهذيب) في الصحاح الأربعة الشيعية هو الذي لخصه ورتبه، وبهذا يصير هذا الكتاب لشخصين، لمحدثهم وكبيرهم في الرجال ومعولهم وسندهم وحجتهم الكشي، ولإمامهم وشيخهم شيخ الطائفة الطوسي.

فمن هذا الكتاب نورد بعض الروايات التي تنبئ عن خرافات القوم وسخافاتهم، وعن حسدهم وبغضهم هؤلاء الأخيار، صحابة النبي المختار صلى الله عليه وسلم، خلفاءه الراشدين، ونوابه المهديين، رضوان الله عليهم أجمعين.

يكتبون فيه:

(إن محمد بن أبي بكر بايع علياً عليه السلام من البراءة من أبيه)

[(رجال الكشي) تحت ترجمة محمد بن أبي بكر ص61 ص كربلاء].

وأيضاً أنه قال لعلي: أشهد أنك إمام مفترض طاعتك وإن أبي في النار)

[(رجال الكشي) تحت ترجمة محمد بن أبي بكر ص61 ط كربلاء].

و(كان صهيب عبد سوء يبكي على عمر)

[(رجال الكشي) ص41 تحت ترجمة بلا وصهيب].

ويقول فيهما: ما أهريق دم، ولا حكم بحكم غير موافق لحكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم وحكم علي إلا وهو في أعناقهما)

[(رجال الكشي) ص179، 180].

وأيضاً: (ما أهريق في الإسلام محجمة من دم، ولا اكتسب مال من غير حله، ولا نكح فرج حرام إلا ذلك في أعناقهما إلى يوم يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما)

[(رجال الكشي) ص180].

ويقول في ذي النورين من الأفضل، علي أم نبي؟ ولا ندري أن الأصل في الفضل هو النبي صلوات الله وسلامه عليه أم علي رضي الله عنه عند القوم لأنه إن كان الفضل والشرف لعلي بسبب النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صهره، زوج بنته وقريبه ومطيعه فلم حرم الآخرون المنتسبون إلى الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام، فكل من انتسب إليه وصدقه وآمن به وأطاعه وأحبه وقدمه على والديه وولده، وصاهره فهو عظيم يعظم، وكبير يؤقر، ومحترم يحترم حسب منزلته ومقامه، فعلي زوج ابنته فاطمة فيكر، وجدير به أن يكون، وذو النورين زوج ابنتيه زوجهما رسول الله الناطق بالوحي واحدة بعد واحدة عن رضى القلب وطيب النفس، وأنزله منزلة الفؤاد كما رواه علي، فلم لا يحترم ويعظم ويؤقر وهو مع ذلك ابن بنت عمته الحقيقية، وأول مهاجر في سبيل الله من المؤمنين بإيمانه وإسلامه؟ فعدلاً يا عباد الله.

وإننا لنرى بأن القوم لا يجعلون النبي أصلاً وجذراً يعظم ويحترم علي لأجله ونسبته إليه، بل هم يعظمونه ويحترمونه لعلي لأنه أخذ ابنته، وجعله قريبه وحبيبه. لذلك كل من اقترب من علي وناصره وساعده وأيده ودخل في شيعته هو الأفضل والأعلى لا غير، وعلى ذلك اخترعوا تلك الرواية الغريبة العجيبة المكذوبة والموضوعة الباطلة:

(إن الصدوق طاب ثراه يروي عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: أعطيت ثلاثاً، وعلي مشاركي فيها، وأعطي علي (ع) ثلاثة ولم أشاركه فيها، فقيل: يا رسول الله وما الثلاث التي شاركك علي؟

قال: لواء الحمد لي وعلى حامله، والكوثر لي وعلي (ع) ساقيه، واجلنة والنار لي وعلي قسيمها، وأما الثلاث التي أعطي علي ولم أشاركه فيها، فإنه أعطي شجاعة ولم أعط مثله، وأعطي فاطمة الزهراء زوجة ولم أعط مثلها، وأعطي ولديه الحسن والحسين ولم أعط مثلها، وأعطي ولديه الحسن والحسين ولم أعط مثلهما) (الأنوار النعمانية لنعمة الله الجزائري).

والمجلسي لم يقتنع بهذا فزاد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له فيما قال: وخديجة كنتك (أم الزوجة) ولم أعط كنة مثلها، ومثلي رحيمك ولا رحيم لي مثل رحيمك (أب الزوج)، وجعفر شقيقك وليس لي شقيق مثله، وفاطمة الهاشمية أمك وأنى لي مثلها) (بحار الأنوار للمجلسي ص511 ط قديم الهند).

وهذه الروايات إن دلت - ومثلها كثيرة كثيرة دلت على حقيقة معتقدات القوم بأنهم يعدون علياً الأصل ونبينا صلى الله عليه وسلم الفرع، كما أنهم يصرحون بأفضليته على رسول الله سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وهذا ظاهر بيّن، لا شك فيه]: إن الآية ﴿يمنون عليك أن أسلموا نزلت في عثمان) [(رجال الكشي) ص34].

فهذا هو كشيهم وطوسيهم.

وأما العاملي النباتي [هو أبو محمد زين الدين علي بن يونس العاملي، ولد في أوليات القرن التاسع ومات 877 (فقيه محدث مفسر) (معجم المؤلفين ج7 ص266).

(من فقهاء جبل العامل، ومن أفذاذ العلماء وجهابذة الكلام وأساطين الشريعة وأفاضل الرجال) (مقدمة للصراط ج2 ص19).

وأما كتاب (الصراط المستقيم) هو أجلّ آثار المؤلف وأعظم مصنفاته] فلقد خصص جزءً مستقلاً من كتابه للطعن واللعن، وبوب الباب بعنوان (باب في الطعن فيمن تقدمه (أي علي) بظلمه وعدوانه، وما أحدث كل واحد في زمانه من طغيانه) - ويكتب تحته (وهذا الباب ينوع إلى ثلاثة بحسب المشائخ الثلاثة) [(الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) للعين النباتي ج2 ص279 ط مطبعة الحيدري ونشر المكتبة المرتضوية].

فكتب فيما كتب في النوع الأول على لسان رافضي مثله:

قالوا أبا بكر خليفة أحمد كذبوا عليه ومنزل القرآن ما كان تيمي له بخليفـة بل كان ذاك خليفة الشيطان [(الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) ج2 ص299].

ويكتب ما في جعبته من الحقد والبغض لصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين إذ هما في الغار حيث يفتري على محمد بن أبي بكر أنه قال:

كنت عند أبي أنا وعمر وعائشة وأخي، فدعا بالويل ثلثاً وقال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرني بالنار، وبيده الصحيفة التي تعاقدنا عليها، فخرجوا دوني وقالوا: يهجر، فقلت: تهذي؟ قال: لا والله! لعن الله ابن الصهاك، فهو الذي صدني عن الذكر بعد إذ جاءني.

فما زال يدعو بالثبور حتى غمضْته، ثم أوصوني لا أتكلم حذراً من الشماتة) [(الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) جص ص300].

هذا ما كتبه هذا الشاتم حشره الله مع مبغضي رسول الله وأصحابه.

وأما ما افتراه علي عبقري الإسلام، فاتح قيصر، وهازم شوكة الكسروية، ومخرج اليهودية عن جزيرة العرب، وصهر علي بن أبي طالب زوج أم كلثوم أنه قال عند احتضاره:

ليتني كنت كبشاً لأهلي، فأكلوا لحمي ومزقوا عظمي، ولم أرتكب إثمي) [(الصراط المستقيم ج3 ص25 تحت النوع الثاني].

ويكتب هذا اللعان اللعين تحت عنوان (كلام في خساسته وخبث سريرته) ما يستحيي منه الفسقة الفجرة أن قوله تعالى: ﴿لا يستوى الخبيث والطيب و﴿الخبيثات للخبيثين نزلتا فيه) [الصراط المستقيم ج3 ص28].

وتجرأ أكثر، وبلغ إلى الدرك الأسفل من النار حيث كتب:-

إذا نسبت عدياً في بني مضر فقدم الدال قبل العين في النسب وقدم السوء والفحشاء في رجل وغد زنيم عتل خائن النسب [الصراط المستقيم ج3 ص29]

وقال فيهما أعني في الصديق والفاروق:-

وكل ما كان من جور ومن فتن ففي رقابهما في النار طوقان [الصراط المستقيم ج3 ص13]

وكتب في صاحب الجود والحياء، زوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه.

كتب في النوع الثالث:

(إنه سمي نعثلاً تشبيها بذكر الضباع، فإنه نعثل لكثرة شعره .. ويقال: النعثل، التيس الكبير العظيم اللحية، وقال الكلبي في (كتاب المثالب). كان عثمان ممن يلعب به ويتخنث، وكان يضرب بالدف) [(الصراط المستقيم) ج3 ص30].

وكتب (ما كان لعثمان اسم على أفواه الناس إلا الكافر) [الصراط المستقيم ج3 ص36].

وأخيراً ننقل من هذا الكلب العقور ما قاله في الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم وأرضاهم أن قول الله عز وجل: ﴿أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم نزلت في الثلاثة) [الصراط المستقيم ج3 ص40].

وأيضاً - والسم من فيه وقلبه يتدفق -.

فكن من عتيق ومن غندر أبياً بريئاً ومن نعثل كلاب الجحيم خنازيرها أعادي بني أحمد المرسل [الصراط المستقيم ج3 ص40]

فهذه هي العقائد الشيعية في أصحاب رسول الله عامة، وفى الخلفاء الراشدين الثلاثة خاصة، ولا يقول قائل: كان هذا قديماً، وأما المتأخرون فلا يقولون مثل هذا.

ولا ينخدع مخدوع، ولا يغتر جاهل بقول البعض:

(وعمدة ما ينقمه غير الشيعة عليهم دعوى القدح في السلف أو أحد ممن يطلق عليه اسم الصحابي. والشيعة يقولون: إن احترام أصحاب نبينا (ص) من احترام نبينا، فنحن نحترمهم جميعاً لاحترامه) [(أعيان الشيعة) ج1 ص69 ط بيروت].

أما الأول، فلا يهذي بمثل هذه الهذيانات القدامى فقط، بل المتأخرون على شاكلتهم ومنوالهم كما نحن نقلنا من المتقدمين والمتأخرين من المفسرين والمحدثين والفقهاء، وكما سننقله أيضاً.

وحتى هذه الكتب ألفها متقدموهم فلم يطبعها إلا المتأخرون، وقد علقوا عليها وحققوها، ومجدوها وبالغوا في مدحها والثناء عليها، ولو لم يكن ترضيهم هذه الكتب وما فيها من الشتائم والسخافات لم يقوموا بنشرها وتمجيدها، وهل يمكن لأهل السنة أن يطبعوا كتاباً يكون فيه تكفير وتفسيق، وطعن ولعن لعلي رضي الله عنه وسبطي رسول الله الحسن والحسين رضي الله عنهما؟ معاذ الله -.

وليس الطبع والنشر فحسب، بل الثناء العاطر والمدح البالغ.

فانظر مثالاً لذلك هذا الكتاب بعينه، فالقوم لم يكتفوا بطبعه ونشره وتوزيعه في المسلمين، بل جعلوه (أنفس الأسفار وأحسن ما كتب في مبحث الإمامة، وأشبعها بحثاً وتحقيقاً، وأحكمها بالأدلة النقلية والعقلية والبراهين القاطعة، والأخبار الصحيحة، والآيات الصريحة التي لا تقبل التأويل والتفسير بغير ما هي له وفيه) [نصر ما كتبه (سماحة الحجة الكبير آية الله الإمام الشيخ آغا بزرك الطهراني)، أحد الأعلام المجتهدين في النجف الأشرف، صاحب تصنيف الذريعة وغيره) (انظر مقدمة ج2 ص24)].

ويقول آخر: لعمري! إنه الكتاب العجيب في موضوعه، قال العلامة صاحب الروضات، لم أر بعد كتاب الشافي لسيدنا المرتضى علم الهدى مثله، بل راجح عليه لوجوه شتى) [مقدمة (الصراط المستقيم) ج1 ص9 لشهاب الدين المرعشي النجفي].

ورووا مثل ذلك عن الكحالة [(معجم المؤلفين) ج7 ص266].

والقمي [(الكنى والألقاب) ج2 ص101]، والخوانساري [(روضات الجنات) ج1 ص400]، والأصفهاني [(رياض العلماء) ص586]، والحر العاملي [(أمل الآمل) ص23] وغيرهم. وهؤلاء كلهم من المتأخرين.

وأما الثاني أي قول بعض الشيعة بأنهم لا يقدحون في الصحابة ويرون احترامهم لاحترام النبي فليس إلا خدعة يريدون أن يخدعوا بها السذج من السنة، وتقية يظهرون خلاف ما يبطنون ويعتقدون.

وأصدق دليل على ذلك تلك القصيدة المدحية التي قرضها السيد محسن الأمين في تعريف هذا الكتاب الخبيث وتمجيده، وقد أوردها في كتابه الكبير عند ذكر هذا الكتاب وتحت ترجمة مؤلفه وهذا مع دعواه أن احترام الصحابة من احترام النبي.

فانظر إليه ماذا يقول:

هذا الكتاب مبشر برشاد من يسلك طرائقه بغير خلاف

فكأنه المبعوث أحمد إذا أتى في آخر الأديان بالإنصاف

وكأنه من بين كتب الشيعة المـــقدمين كسورة الأعـراف

ينبيك عن حال الرجال وما رووا بعبارة تغني وقول شاف

فهو الصراط المستقيم ومنهج الد ين القويم لسالكيه كافي

تأليفه من شهدت له آراؤه بكماله في سائر الأوصاف

للشيخ زين الدين قطب زمانه رب المكارم عبد آل مناف

فلقد أنار منار شيعة حيدر وأباد من هو للنصوص منافي

فجزاءه من أحمد ووصيه أهل السماحة معدن الأشراف [(أعيان الشيعة) ج42 ص32 نقلاً عن ترجمة النباتي للطهراني].

لعل هذا يكون تذكرة للمغفلين، وعبرة للمخدوعين، ونصيحة للمغترين، كلا إنها تذكرة فمن شاء ذكره.

هذا وكان في ما ذكرنا كفاية لمعرفة القوم وبغضهم لأسلاف هذه الأمة ومحسنيها، ولكن لتتميم البحث، وتكميل الموضوع نذكر روايات يسيرة من كتب أخرى، ومن علمائهم وفقهائهم.

ومنهم الأردبيلي [هو أحمد بن محمد الأردبيلي والأردبيل مدينة بأذربيجان، من مواليد القرن العاشر من الهجرة ومات سنة 993 (كان متكلماً فقيهاً عظيم الشان جليل القدر، رفيع المنزلة، وإنه ممن رأى الإمام صاحب الزمان . . . . له مصنفات جيدة منها (آيات الأحكام) و(حديثة الشيعة) (الكنى والألقاب للقمي ج3 ص167).

(وإنه كان يراجع في الليل ضريح الإمام في ما اشتبه عليه من المسائل ويسمع الجواب، وربما يحيله في المسائل مولانا صاحب الدار عليه السلام إذا كان في مسجد الكوفة) (روضات الجنات ج1 ص84)] فإنه أيضاً خصص قسماً من كتابه للطعن واللعن، والتفسيق والتكفير لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم عامة، وللخلفاء الراشدين الثلاثة خاصة، فيكتب تحت باب مطاعن الخلفاء الثلاثة:

(إن الخلفاء الثلاثة تخلفوا عن جيش أسامة وخالفوا أمر النبي في متابعته فكفروا، واستحقوا بكفرهم اللعن) [(حديقة الشيعة) ص233 ط طهران].

ويكتب في الصديق والفاروق:-

فالله يعلم أن الحق حقهم لا حق تيم ولا عديين

لا تظلمن أخا تيم أبا حسن إذ خصه الله من بين الوصيين

خص النبي علياً يوم كفركم بالعلم والحلم والقرآن والدين

[(حديثة الشيعة) ص233 ط طهران].

ويكتب تحت عنوان مطاعن عمر خاصة:

(إن لعمر مطاعن لا تنحصر في التقرير ولا التحرير) [(حديقة الشيعة) ص266].

وكتب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه تحت عنوان مطاعن عثمان خاصة (أن المسلمين لما هزموا في وقعة أحد أراد عثمان أن يفر إلى الشام، ويستجير هناك عند صديق يهودي، وأراد طلحة أن يستجير هناك عند صديق نصراني، فأراد أحدهما أن يتهود، والآخر أن يتنصر) [(حديقة الشيعة) ص302].

وكتب (إن عثمان كان على الباطل ملعوناً) [(حديقة الشيعة) ص275].