من أخطر مظاهر الغلو عند الشيعة الإمامية ما نسبوه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه من صفات وأدوار إلهية يوم القيامة، فجعلوه – بزعمهم – صاحب الجنة والنار، يدخل من يشاء الجنة ويدخل من يشاء النار، ويغلق أبوابها، ويزوج أهل الجنة، ويحاسب الخلائق، ويكون الميزان والصراط والحساب إليه. هذه المزاعم التي امتلأت بها كتبهم مثل بحار الأنوار وبصائر الدرجات وكتاب سليم بن قيس وعلل الشرائع، تمثل خروجًا صريحًا عن عقيدة الإسلام التي تقرر أن الله وحده مالك يوم الدين، وأنه المتفرد بالحساب والجزاء دون شريك.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته:

 أنا صاحب الجنة والنار، أسكن أهل الجنة الجنة، وأسكن أهل [النار] النار، وإلي تزويج أهل الجنة وإلي عذاب أهل النار.

مستدرك سفينة البحار لعلي النمازي الجزء الثاني ص110

9 - وروي المفضل بن عمر قال:

 

قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إذا كان علي عليه السلام يدخل الجنة محبه والنار عدوه فأين مالك ورضوان إذا؟ فقال: يا مفضل أليس الخلائق كلهم يوم القيامة بأمر محمد؟ قلت: بلى، قال: فعلي عليه السلام يوم القيامة قسيم الجنة والنار بأمر محمد، ومالك ورضوان أمرهما إليه، خذها يا مفضل فإنها من مكنون العلم ومخزونه.

بحار الأنوار للمجلسي الجزء 27 ص313

(باب) (أنهم شفعاء الخلق وأن إياب الخلق إليهم وحسابهم عليهم) مشارق الأنوار: 245

14 - ومنه رفعه إلى جابر عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الأولين والآخرين لفصل الخطاب دعا رسول الله صلى الله عليه وآله ودعا أمير المؤمنين عليه السلام فيكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة خضراء تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى علي عليه السلام مثلها ويكسى رسول الله صلى الله عليه وآله حلة وردية تضيء ما بين المشرق والمغرب، ويكسى على عليه السلام مثلها ثم يدعى بنا فيدفع إلينا حساب الناس، فنحن والله ندخل أهل الجنة الجَنة وندخل أهل النار النّار. ثم يدعى بالنبيين عليهم السلام فيقامون صفين عند عرش الله عزوجل حتى نفرغ من حساب الناس، فإذا دخل أهل الجنة الجَنة وأهل النار النّار بعث الله تبارك وتعالى عليا فأنزلهم منازلهم في الجنة وزوجهم فعلي والله الذي يزوج أهل الجنة في الجنة وما ذلك إلى أحد غيره كرامة من الله عز ذكره له، وفضلا فضله به ومن به عليه. وهو والله يدخل أهل النار النار، وهو الذي يغلق على أهل الجنة إذا دخلوا فيها أبوابها، ويغلق على أهل النار إذا دخلوا فيها أبوابها، لأن أبواب الجنة إليه وأبواب النار إليه.

بحار الأنوار للمجلسي الجزء 27 ص 316

(باب) * (أنهم شفعاء الخلق وأن إياب الخلق إليهم وحسابهم عليهم) *, المحتضر: 155

علي عليه السلام السبب بين الله وخلقه يا علي، أنت مني وأنا منك. سيط لحمك بلحمي ودمك بدمي. وأنت السبب فيما بين الله وبين خلقه بعدي. فمن جحد ولايتك قطع السبب الذي فيما بينه وبين الله وكان ماضيا في الدركات. يا علي، ما عرف الله إلا بي ثم بك. من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته يا علي، أنت علم الله بعدي الأكبر في الأرض، وأنت الركن الأكبر في القيامة. فمن استظل بفيئك كان فائزا، لأن حساب الخلائق إليك ومآبهم إليك، والميزان ميزانك والصراط صراطك والموقف موقفك والحساب حسابك. فمن ركن إليك نجا، ومن خالفك هوى وهلك. اللهم اشهد، اللهم اشهد.

كتاب سليم بن قيس ص378

4 - حدثنا محمد بن الحسن رضى الله عنه قال:

حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد الله "ع" إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه جميع الخلايق يقف عليه رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن يساره فينادي الذي عن يمينه يقول: يا معشر الخلايق هذا علي بن أبي طالب صاحب الجنة يدخل الجنة من شاء، وينادي الذي عن يساره يا معشر الخلايق هذا علي بن أبي طالب صاحب النار يدخلها من شاء.

علل الشرائع للصدوق الجزء الأول ص164

(باب 130 - العلة التي من أجلها صار علي بن أبى طالب) (قسيم الله بين الجنة والنار)

(3) حدثنا احمد بن محمد عن على بن الحكم عن عمرو عن الأعمش قال قاَل الكلبي يا أعمش أي شيء اشد ما سمعت من مناقب على عليه السلام قال فقال حدثني موسى بن ظريف عن عباية قال سمعت عليا عليه السلام وهو يقول أنا قسيم النار فمن تبعني فهو منى ومن عصاني فهو من أهل النار فقال الكلبي عندي أعظم مما عندك أعطى رسول الله صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام كتابا فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار فوضعه عند أم سلمة فلما ولى أبو بكر فقلت ليس لك فلما ولى عمر طلبه فقالت ليس لك فلما ولى عثمان طلبه فقالت ليس لك فلما ولى على عليه السلام دفعته إليه.

بصائر الدرجات للصفار ص211

باب في الأئمة عليهم السلام عندهم الصحيفة التي فيها أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار

(1) حدثنا محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان:

 عن عبد الله بن القاسم عن سماعة بن مهران قال قَال أبو عبد الله عليه السلام إذا كان يوم القيمة وضع منبر يراه جميع الخلايق فيصعد عليه رجل فيقوم عن يمينه ملك وعن يساره ملك يناد الذي عن يمينه يا معشر الخلايق هذا على بن أبي طالب عليه السلام يدخل الجنة من يشاء ويناد الذي عن يساره يا معشر الخلايق هذا على بن أبي طالب عليه السلام يدخل النار من يشاء.

بصائر الدرجات للصفار ص434 - 435

باب في أمير المؤمنين ع أنه قسيم الجنة والنار