الغيب من المفاهيم العميقة في الفكر الإسلامي واللغة العربية، إذ يشير إلى كل ما استتر عن الحواس وخفي عن العيون، سواء كان مما أخبر الله تعالى به في كتابه العزيز أو مما جاءت به السنة النبوية من أخبار الآخرة، كالملائكة والجنة والنار والبعث والحساب. وقد اهتم علماء اللغة والتفسير بتوضيح معنى الغيب وبيان مجالاته، فهو يشمل كل ما لا تدركه الأبصار وإن استقر في القلوب إيمانًا وتصديقًا. ومن هنا جاءت منزلة الإيمان بالغيب كأول صفة مدح الله بها المتقين في القرآن الكريم.
والغَيْبُ:
كلُّ مَا غَابَ عَنْكَ. أَبو إِسحاق فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ﴾؛ أَي يُؤْمِنُونَ بِمَا غابَ عَنْهُمْ، مِمَّا أَخبرهم بِهِ النبيُّ، صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، مِنْ أَمرِ البَعْثِ والجنةِ وَالنَّارِ.
وكلُّ مَا غابَ عَنْهُمْ مِمَّا أَنبأَهم بِهِ، فَهُوَ غَيْبٌ؛ وَقَالَ ابن الأَعرابي: يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ.
قَالَ: والغَيْبُ أَيضاً مَا غابَ عَنِ العُيونِ، وإِن كَانَ مُحَصَّلًا فِي الْقُلُوبِ.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث "لا إيمان لمن لا تقية له" شبهة حول حديث لطمة موسى لملك الموت |
ويُقال: سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ وَرَاءِ الغَيْب أَي مِنْ مَوْضِعٍ لَا أَراه. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْغَيْبِ، وَهُوَ كُلُّ مَا غَابَ عَنِ الْعُيُونِ، سَوَاءٌ كَانَ مُحَصَّلًا فِي الْقُلُوبِ، أَو غَيْرَ مُحَصَّلٍ. وغابَ عَنِّي الأَمْرُ غَيْباً، وغِياباً، وغَيْبَةً، وغَيْبُوبةً، وغُيُوباً، ومَغاباً، ومَغِيباً، وتَغَيَّب: بَطَنَ. وغَيَّبه هُوَ، وغَيَّبه عَنْهُ....
وَقَوْلُهُمْ: غَيَّبه غَيَابُه أَي دُفِنَ فِي قَبْرِه.
قَالَ شَمِرٌ: كلُّ مَكَانٍ لَا يُدْرَى مَا فِيهِ، فَهُوَ غَيْبٌ؛ وَكَذَلِكَ الْمَوْضِعُ الَّذِي لَا يُدْرَى مَا وَرَاءَهُ، وَجَمْعُهُ: غُيُوبٌ.
لسان العرب ج 1 ص 654
[غيب] الغَيْبُ: كلُّ ما غاب عنك. تقول: غاب عنه غَيبةً وغيبا وغيابا وغيوبا ومغيبا.
الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ج 1 ص 196