مسألة عصمة الأنبياء من القضايا العقدية الكبرى التي شغلت علماء الأمة منذ القرون الأولى، إذ ترتبط بمقام النبوة وما يجب لها من الطهارة والكمال.
وقد اتفق جمهور أهل السنة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الكبائر والصغائر المتعمدة بعد النبوة، لما في ذلك من منافاة لمقام الرسالة وتبليغ الوحي.
مقالات السقيفة ذات الصلة: |
ضعف أسانيد تفسير "الشجرة الملعونة" إلى بني أمية الروحاني يقر بأن القرآن مخلوق!! |
غير أنهم ناقشوا بتفصيل مسألة السهو والخطأ غير المتعمد، وهل يدخل في نطاق العصمة أم لا.
ومن أبرز من تعرض لهذه القضية فخر الرازي في كتابه عصمة الأنبياء، حيث قرر أن الأنبياء معصومون في زمن النبوة من الكبائر والصغائر عمدًا، أما السهو والخطأ غير المقصود فجائز عليهم من غير أن يمس مقامهم أو يُضعف حجية رسالتهم. ونريد ان نظهر كيف فرّقوا بين العمد والسهو، وبين ما يقدح في العصمة وما لا يقدح فيها.
قال الفخر الرازي:
والذي نقول: إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون في زمان النبوة عن الكبائر والصغائر بالعمد. أما على سبيل السهو فهو جائز.
عصمة الانبياء ص 28