من أكثر الآيات التي دار حولها النقاش والجدل بين المفسرين والفرق الإسلامية آية التطهير: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا﴾. فقد استدل بها بعضهم على حصر أهل البيت في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، بينما ذهب جمهور المفسرين إلى أنها نزلت في سياق خطاب نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم، تعليلاً للأوامر والنواهي التي سبق ذكرها في الآيات. وقد بيّن كبار المفسرين كالآلوسي والشوكاني أن المقصود بالرجس كل ما يدنس النفس من الإثم والذنوب والمعاصي، وأن التطهير المراد هو الصون والتحلية بالتقوى.
مقالات السقيفة ذات الصلة:
شبهة (إسبال الثوب) في قوله (وثيابك فطهر)
تفسير قوله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ بين الفهم اللغوي ومنهج أهل السنة
استدلال بعض المخالفين بآية: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ على نفي رؤية الله تعالى
قال الامام الالوسي:
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ استئناف بياني مفيد تعليل أمرهن ونهيهن، والرجس في الأصل الشيء القذر وأريد به هنا عند كثير الذنب مجازاً، وقال السدي: الإثم.
وقال الزجاج: الفسق وقال ابن زيد: الشيطان، وقال الحسن: الشرك،
وقيل: الشك، وقيل: البخل والطمع،
وقيل: الأهواء والبدع،
وقيل: إن الرجس يقع على الإثم وعلى العذاب وعلى النجاسة وعلى النقائص، والمراد به هنا ما يعم كل ذلك، ولا يخفى عليك ما في بعض هذه الأقوال من الضعف، وأل فيه للجنس أو للاستغراق.
مقالات السقيفة ذات الصلة:
طلاسم سحرية ينصح علماء الشيعة استخدامها لعلاج امراض الطحال
طلاسم وخرافات الشيعة لعلاج عُسر الولادة
المرعشي ينصح بعمل طلسم لزوال البواسير
والمراد بالتطهير:
قيل التحلية بالتقوى، والمعنى على ما قيل إنما يريد الله ليذهب عنكم الذنوب والمعاصي فيما نهاكم ويحليكم بالتقوى تحلية بليغة فيما أمركم، وجوز أن يراد به الصون، والمعنى إنما يريد سبحانه ليذهب عنكم الرجس ويصونكم من المعاصي صوناً بليغاً فيما أمر ونهى جل شأنه "
تفسير الألوسي – ابو الثناء محمود بن عبد الله الحسينى الالوسى - ج 16 ص 110
وقال العلامة الشوكاني:
" ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرجس أَهْلَ البيت﴾ أي إنما أوصاكنّ الله بما أوصاكنّ من التقوى، وأن لا تخضعن بالقول، ومن قول المعروف، والسكون في البيوت وعدم التبرّج، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، والطاعة ليذهب عنكم الرجس أهل البيت، والمراد بالرجس: الإثم والذنب المدنسان للأعراض الحاصلان بسبب ترك ما أمر الله به، وفعل ما نهى عنه، فيدخل تحت ذلك كل ما ليس فيه لله رضا "
فتح القدير – محمد بن علي الشوكاني – ج 6 ص 41
فكلام أهل العلم يبين أن التعليل يتعلق بالأوامر والنواهي في الآيات الكريمات المباركات، وأن هذه الآيات قد نزلت في زوجات النبي صلى الله عليه واله وسلم.