من أبرز ما يكشفُ اضطرابَ الفكرِ الخُميني وتناقضَهُ الواضح، موقفُهُ من حديثِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: «لا نُورَثُ، ما تَرَكْنَاهُ صَدَقَةٌ». ففي كتابِهِ كشفُ الأسرار (ص 123) يُصرِّحُ الخُميني بتضعيفِ هذا الحديثِ الصحيحِ المتفقِ عليهِ في صحيحِ البخاري وصحيحِ مسلم، زاعِمًا أنَّهُ يُخالِفُ ظاهرَ بعضِ الآيات، ليجعلَ من ذلك ذريعةً لإثباتِ أحقِّيَّةِ فاطمةَ رضيَ اللهُ عنها بميراثِ فَدَك.
هذا التناقضُ لم يكن مبنيًّا على أساسٍ علميٍّ رصين، بل على هوىً مذهبيٍّ يسعى من خلالِهِ إلى الطعنِ في الصحابةِ رضيَ اللهُ عنهم، وخاصَّةً الصدِّيقَ أبا بكرٍ رضيَ اللهُ عنه، الذي أجمعَ أهلُ السُّنَّةِ على صحَّةِ موقفِهِ في قضيَّةِ فَدَك. إنَّ هذا الموقفَ من الخُميني يفضحُ منهجَهُ في التَّعامُلِ مع النُّصوص، حيثُ يقبلُها أو يرفضُها وفقَ ما يخدمُ أهواءَهُ السياسيَّةَ والعقديَّةَ، حتَّى لو كانت أصحَّ الأحاديثِ وأثبتَها عند الأمَّة.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
الخميني يطعن في نجاح النبيِّ ﷺ ويزعم أن العدل لم يتحقَّق إلا بالمهدي روايات متناقضة حول الصلع والكوسج في حق أمير المؤمنين علي |
الخُميني يُضعِّفُ حديثَ الأنبياءِ لا يُورَثون من أجلِ فَدَك:
الأنبياءُ لا يُورَثون، ما تركتاهُ صَدَقةٌ، وذُكِرَ في صحيحِ البخاري وصحيحِ مسلم ما يُقارِبُ من هذا المعنى، وقال: إنَّ فاطمةَ لم تُكلِّمْ أبا بكرٍ حتَّى تُوفِّيَت. وصحيحا البخاري ومسلم من أفضلِ كتبِ السُّنَّة.
وهذا الكلامُ الذي نسبَهُ أبو بكرٍ للنبيِّ مُخالِفٌ للآياتِ الصَّريحةِ من أنَّ الأنبياءَ يُورَثون.
كشفُ الأسرار الخُميني صفحة 123.
نذكرُ بعضًا منها:
ففي سورةِ النمل، الآية 16: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾ [النمل: 16]، وداودُ هو والدُ سليمان.
وفي سورةِ مريم، الآية 5-6: ﴿فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ [مريم: 5-6].