الحمدُ للهِ الَّذي خَتَمَ النُّبوَّةَ برسالةِ محمَّدٍ ﷺ، وجعلَ شريعتَهُ كاملةً خالدةً صالحةً لكلِّ زمانٍ ومكان، وأغلقَ بابَ الوحي بعدَهُ إلى يومِ القيامة، فلا نبيَّ بعدَهُ ولا رسول. والصَّلاةُ والسَّلامُ على سيِّدِ وَلَدِ آدمَ وإمامِ المرسلين محمَّد بن عبد الله، وعلى آلهِ وصحبِهِ أجمعين.

لقد جاءت نصوصُ القرآنِ والسُّنَّة لتؤكِّد أنَّ من ادَّعى النبوَّة بعد محمَّدٍ ﷺ فهو كاذبٌ دجَّال، كما في الحديث الصَّحيح: «لا نبيَّ بعدي» (رواه البخاري [3455] ومسلم [1842]).

ومع وضوحِ هذا الأصلِ العظيم، خرجَ الخميني الهالك من جادَّة الإسلام، متأثِّراً بالفلسفةِ الصوفيَّةِ المظلمة، ليضعَ أسفاراً أربعة، ينتهي آخرُها إلى دعوى "نبوَّة التَّشريع" والعياذُ بالله مخالفاً أصولَ التوحيد، وطاعناً في عقيدةِ خَتْمِ النبوَّة. وهذا الانحراف لم يأتِ من فراغ، بل هو امتدادٌ لفكرِ ابن عربي وأشباهِه من غُلاة الصوفيَّة الذين خلطوا بين الحلول والاتِّحاد، ففتحوا بابَ الكفر الصَّريح والضلال المبين.

دعوى النبوَّة عند الخميني:

أفرزت لُوثاتُ التَّصوُّف وخيالاتُ الفلسفة عنده دعوى غريبة خبيثة وكُفراً صريحاً، حيث رسم للسالك أسفاراً أربعة:

  • السَّفر الأوَّل:

(يَنتهي إلى مقامِ الفناء، وفيه السِّرُّ الخفيُّ والأخفى.. ويصدر عنه الشَّطح، فيُحكم بكُفرِه، فإن تداركته العنايةُ الإلهية.. أقرَّ بالعبوديَّة بعد الظهور بالرُّبوبيَّة).

مصباح الهداية ص 148.

  • السَّفر الثَّاني:

(تصير ولايته تامَّة، وتفنى ذاته وصفاته وأفعاله في ذات الحقِّ وصفاته وأفعاله، وفيه يحصل الفناء عن الفنائية أيضاً الذي هو مقام الأخفى، وتتمُّ دائرةُ الولاية).

مصباح الهداية ص 148 149.

  • السَّفر الثَّالث:

(يحصل له الصَّحو التام، ويبقى بإبقاء الله، ويسافر في عوالم الجبروت والملكوت والناسوت، ويحصل له حظٌّ من النبوَّة، وليست له نبوَّة التَّشريع، وحينئذٍ ينتهي السَّفر الثَّالث ويأخذ في السَّفر الرَّابع).

مصباح الهداية ص 149.

  • السَّفر الرَّابع:

(يكون نبيّاً بنبوَّة التَّشريع). مصباح الهداية ص 149.

فانظروا رحمكم الله إلى الكفر الصَّريح في كلام الخميني الهالك، والإلحاد المكشوف: كُفرٌ بالنبوَّة وبالأنبياء وخروجٌ عن دين الإسلام. 

وقد ذكر في كتابه أنَّ الفقيه الرَّافضي بمنزلة موسى وعيسى.

الحكومات الإسلاميَّة ص 95.

ولم يقف الغلوُّ عند هذا الحدّ، بل قال أحدُ مسؤولي إيران:

"إنَّ الخميني أعظم من النبي موسى وهارون"!

كما قارن الرَّافضي المعاصر محمد جواد مغنية بين الخميني الهالك ونبي الله موسى مقارنةً سيِّئة، تُظهر مدى تقديمهم الخميني وحبِّه على أنبياء الله تعالى.

وموسى عليه السَّلام أكرم وأعظم من أن يُقارن بصفوة الصالحين، فكيف يُفضَّل عليه الخميني الهالك؟! ولكنَّه منطق الغُلاة الذين فَرَغَت قلوبهم من حبِّ الأنبياء، وأُشبِعَت بحبِّ الخميني والأئمة، حتى قدَّموهم على أنبياء الله، والعياذ بالله من سوء العاقبة.

فانظروا بعين البصيرة إلى كلام الخميني الهالك، الَّذي ليس فيه ذرَّة علم، بل هو فلسفة ورثها أباً عن جدٍّ من إمامه وشيخه ابن عربي (النَّكرة) الملحد الوجودي!!