من القضايا العقدية التي يُكثر الشيعة الإمامية الحديث عنها قضية عِصمة الأنبياء، حيث يرون أن جميع الأنبياء معصومون من الكبائر والصغائر على حد سواء. غير أن الروايات المنقولة في كتبهم المعتبرة، ككتاب الكافي للكليني، تُثير تساؤلات عميقة حول مدى انسجام هذا المبدأ مع تلك النصوص. ومن أبرز هذه الروايات ما ورد عن النبي دانيال (عليه السلام)، إذ جاء فيها اعتراف صريح بوقوع المعصية مرارًا، مع طلبه من الله العصمة لئلا يعصي.
وهذه الرواية تضعف دعوى الانسجام التام بين النصوص وبين مفهوم العصمة المطلق الذي يصر عليه علماء الشيعة.
جاء في الكافي:
" 11- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وعِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي حَمْزَةَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وجَلَّ أَوْحَى إِلَى دَاوُدَ (عليه السلام) أَنِ ائْتِ عَبْدِي دَانِيَالَ فَقُلْ لَهُ إِنَّكَ عَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ وعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ وعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ فَإِنْ أَنْتَ عَصَيْتَنِيَ الرَّابِعَةَ لَمْ أَغْفِرْ لَكَ فَأَتَاهُ دَاوُدُ (عليه السلام) فَقَالَ يَا دَانِيَالُ إِنَّنِي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ وهُوَ يَقُولُ لَكَ إِنَّكَ عَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ وعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ وعَصَيْتَنِي فَغَفَرْتُ لَكَ فَإِنْ أَنْتَ عَصَيْتَنِيَ الرَّابِعَةَ لَمْ أَغْفِرْ لَكَ فَقَالَ لَهُ دَانِيَالُ قَدْ أَبْلَغْتَ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَلَمَّا كَانَ فِي السَّحَرِ قَامَ دَانِيَالُ فَنَاجَى رَبَّهُ فَقَالَ يَا رَبِّ إِنَّ دَاوُدَ نَبِيَّكَ أَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّنِي قَدْ عَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي وعَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي وعَصَيْتُكَ فَغَفَرْتَ لِي وأَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّنِي إِنْ عَصَيْتُكَ الرَّابِعَةَ لَمْ تَغْفِرْ لِي فَوَ عِزَّتِكَ لَئِنْ لَمْ تَعْصِمْنِي لَأَعْصِيَنَّكَ ثُمَّ لَأَعْصِيَنَّكَ ثُمَّ لَأَعْصِيَنَّكَ "
الكافي – الكليني – ج 2 ص 435 – 436، وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – حسن كالصحيح – ج 11 ص 305
مقالات السقيفة ذات صلة:
إتهام نبي الله نوح بأن ابنه ولد من زنا عند الشيعة الرسول أول من يدخل النار |
قال المجلسي:
"والعصيان (2) محمول على ترك الأولى، لأن دانيال عليه السلام كان من الأنبياء وهم معصومون من الكبائر والصغائر عندنا كما مر"لئن لم تعصمني لأعصينك"
مرآة العقول – محمد باقر المجلسي - ج11 ص 305
الرواية بينت ان دانيال عليه السلام عصى الله تعالى، ثم ياتي المجلسي ليحاول الترقيع فيقول ان المعصية هنا محمولة على ترك الاولى، والسؤال الذي يطرح نفسه للمجلسي وغيره من الرافضة ان كان الامر متعلق بترك الاولى فلماذا يقول دانيال (فَوَ عِزَّتِكَ لَئِنْ لَمْ تَعْصِمْنِي لَأَعْصِيَنَّكَ ثُمَّ لَأَعْصِيَنَّكَ ثُمَّ لَأَعْصِيَنَّكَ)
فهل يحتاج دانيال عليه السلام العصمة وهو معصوم أصلاً؟!!!
أم تقولون إنه يحتاج إلى عصمة ثانية متعلقة بموضوع ترك الأولى؟!!