الملائكة والكلب والصورة: حديث البخاري ومسلم بين الاعتراض الشيعي والإقرار في كتبهم
من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها بين البخاري ومسلم حديث أبي طلحة الأنصاري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة تماثيل». وقد اعتنى العلماء بهذا الحديث في بيان علته وحكمته، إذ يدل على تنزيه البيوت من النجاسات والمعاصي، وحماية الروح الإيمانية فيها من كل ما يمنع دخول الملائكة. ومع أن بعض الإمامية حاولوا الطعن في الحديث بزعم مخالفته للعقل أو ضعف سنده عند أهل السنة، إلا أن المفارقة تكمن في وجود نفس المضمون في مصادرهم الحديثية المعتمدة، ومنها روضة المتقين للمجلسي وغيره، حيث وردت عدة روايات عن أئمتهم تؤكد أن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب أو صورة، بل وتشدد على حرمة اتخاذ التماثيل وتجسيمها في البيوت. وهذا يبين أن الاعتراض على الحديث لا يصدر عن ضعف الرواية نفسها، وإنما هو خلاف مذهبي أكثر منه علمي، إذ أن أصل المضمون مشترك بين المدرستين السنية والشيعية.
من مقالات السقيفة:
حديث "اعرضوه على القرآن" بين التحريف والبطلان حديث «كتاب الله وسنتي» بين التشكيك الشيعي وتوثيق أهل العلم المقدمة |
في الصحيحين:
" 3225 - حَدَّثَنَا ابْنُ مُقَاتِلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا طَلْحَةَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لاَ تَدْخُلُ المَلاَئِكَةُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ، وَلاَ صُورَةُ تَمَاثِيلَ»
"صحيح البخاري - بَابُ إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ: آمِينَ وَالمَلاَئِكَةُ فِي السَّمَاءِ، آمِينَ فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ - ج 4 ص 114، وصحيح مسلم - بَاب تَحْرِيمِ تَصْوِيرِ صُورَةِ الْحَيَوَانِ وَتَحْرِيمِ اتِّخَاذِ مَا فِيهِ صُورَةٌ غَيْرُ مُمْتَهَنَةٍ بِالْفَرْشِ وَنَحْوِهِ وَأَنَّ الْمَلَائِكَةَ عَلَيْهِمْ السَّلَام لَا يَدْخُلُونَ بَيْتًا فِيهِ صُورَةٌ وَلَا كَلْبٌ - ج 3 ص 1664
وهذا الحديث الذي يعترض عليه الرافضة قد ورد في كتبهم.
اخترنا لكم:
ففي روضة المتقين:
"وفي الصحيح عن ابن مسكان عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن جبرئيل أتاني فقال إنا معاشر الملائكة لا ندخل بيتا فيه كلب ولا تمثال جسد ولا إناء يبال فيه.
وفي الحسن كالصحيح عن المثنى، عن أبي عبد الله عليه السلام أن عليا عليه السلام كره الصورة في البيوت.
وفي الحسن كالصحيح عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال لا بأس أن يكون التماثيل في البيوت إذا غيرت رؤوسها منها وترك ما سوى ذلك.
وفي القوي كالصحيح عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن جبرئيل قال إنا لا ندخل بيتا فيه صورة ولا كلب يعني صورة إنسان ولا بيتا فيه تماثيل.
وفي القوي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاني جبرئيل عليه السلام وقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام وينهى عن تزويق البيوت فقلت وما تزويق البيوت؟ فقال تصاوير التماثيل.
وفي الحسن كالصحيح، عن ابن أبي عمير عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام قال من مثل تمثالا كلف يوم القيمة أن ينفخ فيه الروح.
و في الموثق كالصحيح عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن الوسادة والبساط (أو البسط) يكون فيه التماثيل قال لا بأس به قلت التماثيل فقال كل شي ء يوطأ فلا بأس به "
في الحسن كالصحيح عن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال لا بأس أن يكون التماثيل في البيوت إذا غيرت رؤوسها منها وترك ما سوى ذلك.
وفي القوي عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أتاني جبرئيل عليه السلام وقال يا محمد إن ربك يقرئك السلام وينهى عن تزويق البيوت فقلت وما تزويق البيوت؟ فقال تصاوير التماثيل
روضة المتقين - محمد تقي المجلسي - ج 7 ص 666 – 667