من الأحاديث التي تداولها بعض أهل السير والفضائل خبر تسبيح الحصى في يد النبي صلى الله عليه وسلم ثم في يد أبي بكر رضي الله عنه، وقد روي بأكثر من طريق، منها ما أخرجه البزار في مسنده، والطبراني في معجمه الأوسط، وابن أبي عاصم في السنة. غير أن طرقه لم تسلم من ضعفٍ في رواتها، مما جعل العلماء يحكمون بعدم ثبوت الحديث، وإن كان بعضهم يرى أن كثرة الطرق تدل على أن له أصلًا.
عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب ومحمد بن معمر قالا نا قريش بن أنس عن صالح بن أبي الأخضر عن الزهري عن سويد بن يزيد قال رأيت أبا ذر... فتناول النبي سبع حصيات أو تسع حصيات فسبحن في يده حتى سمعت لهن حنينا كحنين النحل ثم وضعهن فخرسن ثم وضعن في يد أبي بكر فسبحن في يده حتى سمع لهن حنينا كحنين النحل»
رواه البزار في (المسند9/431 حديث رقم4040).
فيه صالح بن أبي الأخضر. قال الحافظ «ضعيف. يعتبر به» (تقريب التهذيب1/271 رقم2844). ولكن قال عنه البيهقي «ولم يكن بالحافظ» (فتح الباري6/592).
مقالات السقيفة ذات صلة:
قول علي رضي الله عنه في اهل الجمل وصفين
خلاف علي وأهل الشام وتبرأ علي من قتل عثمان
شبهة أن ابن الزبير يتكلم مئة لغة
وفيه قريش بن أنس. «وثقه ابن معين ولكنه تغير بأخرة» (ذكر من تكلم فيه وهو موثق1/153). قال الحافظ «صدوق تغير بأخره» (التقريب1/455 رقم5543).
ورواه الطبراني في الأوسط (2/59 حديث رقم1244) وابن أبي عاصم في السنة (2/543 رقم1146) بإسناده:
حدثنا أحمد قال حدثنا المنتصر بن الوليد الجارودي قال:
حدثنا أبي قال حدثنا حميد بن مهران عن داود بن أبي هند عن رجل من أهل الشام يعني الوليد بن عبد الرحمن الجرشي عن جبير بن نفير المصري عن أبي ذر الغفاري قال: «إني لشاهد عند النبي في حلقة وفي يده حصى فسبحن في يده وفينا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي فسمع تسبيحهن من في الحلقة ثم دفعهن النبي إلى أبى بكر فسبحن مع أبي بكر سمع تسبيحهن من في الحلقة ثم دفعهن إلى النبي فسبحن في يده ثم دفعهن النبي إلى عمر فسبحن في يده وسمع تسبيحهن من في الحلقة ثم دفعهن النبي إلى عثمان بن عفان فسبحن في يده ثم دفعهن إلينا فلم يسبحن مع أحد منا»
قال الطبراني:
«لم يرو هذا الحديث عن داود إلا حميد تفرد به الجارودي عن أبيه».
ورواه الطبراني أيضا في (المعجم الأوسط4/245):
حدثنا علي بن سعيد قال نا موهب بن يزيد بن موهب الرملي قال نا عبد الله بن وهب قال نا محمد بن ابي حميد عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب».
وفي إسناد هذه الطريق محمد بن أبي حميد. وهو ضعيف كما نص عليه الهيثمي في مجمعه (5/179).
وقال الهيثمي: «رواه البزار بإسنادين ورجال أحدهما ثقات وفي بعضهم ضعف (مجمع الزوائد8/299 وانظر العلل المتناهية لابن الجوزي باب فضائل أبي بكر1/201).