عقيدة البداء عند الشيعة الإمامية
المفهوم والمخالفة للعقيدة الإسلامية
تمهيد:
عقيدة البداء من العقائد التي أثارت جدلًا واسعًا في الفكر الشيعي الإمامي، وتُعدّ من أعمق ما يبيّن الانحراف العقدي لديهم، حيث تترتب عليها آثار خطيرة تتعلق بعلم الله وصفاته.
تعريف البداء:
لغة: الظهور بعد الخفاء، كما في قوله تعالى:
{وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر: 47]
أو ظهور رأي جديد، كما في قوله:
{ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ...} [يوسف: 35]
شرعًا: إن كان بمعنى ظهور ما لم يكن ظاهرًا للمخلوقين، فلا إشكال. أما إن كان بمعنى حدوث علم جديد لله لم يكن يعلمه، فهذا محال.
الرد العقلي والنقلي:
علم الله أزلي وأبدي لا يعتريه جهل ولا تغير، لقوله تعالى:
{وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ...} [الأنعام: 59]
القول بوقوع البداء لله عز وجل، أي ظهور أمر له لم يكن يعلمه، يتضمّن اتهامًا لله بالجهل!
الغرض من البداء عند الشيعة:
يرتبط البداء عند الشيعة الإمامية بمشكلة الإخبار بالغيب من قِبل الأئمة. فهم يعتقدون أن أئمتهم يعلمون الغيب، ويعلمون ما سيكون، فإذا وقع ما أخبروا به على غير ما قالوا، وقعوا في تناقض:
• إما أن يُكذّب الحدث وهذا غير ممكن.
• أو يُكذّب الإمام، وهذا يهدم العصمة.
فاخترعوا عقيدة "البداء" لحل المأزق العقائدي: إذا أخطأ الإمام، يقولون: بدا لله كذا.
نصوص من كتب الشيعة:
قال أبو جعفر وأبو عبد الله:
"إن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدا بخلافه فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت"(بحار الأنوار، ج4 ص119)
قال علي بن الحسين: "لولا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون إلى يوم القيامة" (بحار الأنوار، ج4 ص118)
المانع من التحديث بالغيب هو احتمالية أن "يبدو لله" خلاف ما قال الإمام.