يُعَدُّ الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه من الشخصيات المحورية في التاريخ الإسلامي، وقد نُسبت إليه العديد من الأوصاف والمناقب، سواء في كتب التراث السني أو الشيعي. ومن أبرز ما تميزت به الكتابات الشيعية الحديثة هو تصويره باعتباره مؤسس العدالة الكبرى على وجه الأرض، وهي رؤية تعكس البعد العقدي والسياسي الذي أولاه أتباع المدرسة الإمامية لعلي رضي الله عنه. وفي هذا السياق، ينقل باقر القرشي في كتابه حياة الإمام الحسين رواية عن استقبال شيعة الكوفة لمسلم بن عقيل، مبعوث الحسين بن علي رضي الله عنهما، حيث يظهر فيها تصوير لعلي بصفته المرجع الأعلى للعدل في الأمة، وأن عودة الحسين كانت مرتبطة بإحياء هذا الإرث المزعوم. هذه النصوص تفتح المجال لنقاش واسع حول مدى صحة تلك الروايات وموقفها من الحقائق التاريخية الثابتة، وكيف وظفها الفكر الإمامي لإبراز مكانة خاصة لعلي وآل البيت في مقابل الدولة الأموية .
مقالات السقيفة ذات صلة |
رواية "وإنه لذكر لك ولقومك" بين القبول والرد لا تعلّموا نساءكم سورة يوسف ولا تقرئوهنّ إياها شبهات حديث: "صورة وجه الإنسان على صورة وجه الرحمن" |
النص:
قال باقر القرشي:
ابتهاج الكوفة: وعمت الأفراح بمقدم مسلم جميع الأوساط الشيعية في الكوفة، وقد وجد منهم مسلم ترحيبًا حارًّا، وتأييـدًا شاملًا، وكان يقرأ عليهم رسالة الحسين، وهم يبكون، ويبدون التعطش لقدومه، والتفاني في نصرته، لينقذهم من جور الأمويين وظلمهم، ويعيد في مصرهم حكم الإمام أمير المؤمنين مؤسس العدالة الكبرى في الأرض، وكان مسلم يوصيهم بتقوى الله، وكتمان أمرهم حتى يقدم إليهم الإمام الحسين " اهـ
حياة الإمام الحسين - باقر القرشي – ج 2 ص 345