يُعَدّ أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي من أبرز المؤرخين الذين اشتهر اسمهم في كتب التاريخ، وخصوصًا من خلال مصنفه الشهير مروج الذهب ومعادن الجوهر. وقد حاول بعض الكتّاب أن ينسبوه إلى أهل السُّنّة والجماعة، بينما الحقيقة التي أثبتها علماء الشيعة أنفسهم تدل بوضوح على تشيّعه، بل وتصريحه في كتبه بميله العقدي والفكري. ومن هنا جاءت أهمية هذا المقال، الذي يسلّط الضوء على شخصية المسعودي، وبيان كتبه، وموقف العلماء منه، مع إيراد اعترافات كبار علماء الشيعة بأنه كان شيعياً معتزلياً، لا من علماء أهل السنة كما زعم البعض.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
هل قول ابن القيِّم في فناء النار صحيح؟ |
النص:
5376 – علي بن الحسين بن علي ... المسعودي صاحب مروج الذهب وغيره من التواريخ، وقد ذكر فيه لنفسه عدّة تصانيف ومشايخ ورحلة واسعة.
ومن تصانيفه: أخبار الزمان، وبعده الأوسط، وبعده المروج، وبعده التنبيه، وبعده التعيين للخلفاء الماضين. وتصانيفه عزيزة إلا المروج فقد اشتهر.
وذكر ابن دحية في كتاب صفين فقال: "مجهول لا يُعرَف، ونكرة لا يتعرّف"، كذا قال فلم يُصِب.
وقد ذكر هو في مروج الذهب أنه وُلد بالعراق وجال في الآفاق واستقر في مصر إلى أن مات بها في سنة ست وأربعين وثلاث مئة.
وكتبه طافحة بأنه كان شيعياً معتزلياً، حتى إنه قال في حق ابن عمر: إنه امتنع من بيعة علي بن أبي طالب ثم بايع بعد ذلك يزيد بن معاوية والحجّاج لعبد الملك بن مروان، وله من ذلك أشياء كثيرة.
لسان الميزان ج 5 ص 531 – مكتب المطبوعات الإسلامية.
اعتراف الشيعة بأن المسعودي كان شيعياً وليس من أهل السنة:
يقول السيد بحر العلوم في كتابه الفوائد الرجالية ج 4 ص 150:
(ومنهم الشيخ الفاضل الشيعي علي بن الحسين بن علي المسعودي، مصنف كتاب مروج الذهب).
ويقول النجاشي في رجاله ص 254:
(علي بن الحسين بن علي المسعودي أبو الحسن الهذلي، له كتاب المقالات في أصول الديانات، كتاب الزلف، كتاب الاستبصار، كتاب سر الحياة، كتاب نشر الأسرار، كتاب الصفوة في الإمامة، كتاب الهداية إلى تحقيق الولاية، كتاب المعالي في الدرجات، والإبانة في أصول الديانات، رسالة إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام، رسالة إلى ابن صعوة المصيصي، أخبار الزمان من الأمم الماضية والأحوال الخالية، كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر، كتاب الفهرست).
ويقول العلامة الحلي في كتابه خلاصة الأقوال ص 186:
(40 – علي بن الحسين بن علي المسعودي، أبو الحسن الهذلي، له كتب في الإمامة وغيرها، منها كتاب في إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وهو صاحب كتاب مروج الذهب).
ويقول ابن داوود الحلي في رجاله ص 137:
(علي بن الحسين بن علي: المسعودي أبو الحسن، له كتاب إثبات الوصية لعلي عليه السلام، وهو صاحب مروج الذهب).
مقالات السقيفة ذات صلة: |
عند الشيعة الرسول ذهب عقله كاد عقلة أن يطير علي رضي الله عنه يعطل حد اللواط في كتب الرافضة |
ويقول التفرشي في نقد الرجال ج 3 ص 252:
(علي بن الحسين بن علي: المسعودي، أبو الحسن الهذلي، له كتب، منها: كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وكتاب مروج الذهب).
ويقول الحر العاملي في أمل الآمل ج 2 ص 180:
(علي بن الحسين بن علي المسعودي، أبو الحسن الهذلي. له كتب في الإمامة وغيرها، منها كتاب في إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وهو صاحب مروج الذهب – قاله العلامة. وذكره النجاشي وقال: له كتاب المقالات في أصول الديانات، كتاب الزلف، كتاب الاستبصار، كتاب نشر الحياة، كتاب نشر الأسرار، كتاب الصفوة في الإمامة، كتاب الهداية إلى تحقيق الولاية، كتاب المعالي والدرجات، والإبانة في أصول الديانات، ورسالة في إثبات الإمامة لعلي بن أبي طالب عليه السلام، ورسالة إلى ابن صعوة المصيصي، أخبار الزمان من الأمم الماضية والأخبار الخالية، مروج الذهب ومعادن الجوهر، كتاب الفهرست. وبقي هذا الرجل إلى سنة 333 – انتهى. وقال الشهيد في حواشي الخلاصة: ذكر المسعودي في مروج الذهب أن له كتاباً اسمه الانتصار، وكتاباً اسمه الاستبصار، وكتاباً آخر أكبر من مروج الذهب اسمه الأوسط، وكتاب المقالات في أصول الديانات، وكتاب القضاء والتجارب، وكتاب النصرة، وكتاب مزاهر الأخبار وطرائف الآثار، وكتاب حدائق الأزهار في أخبار آل محمد صلى الله عليه وآله، وكتاب الواجب في الأحكام اللوازب).
ويقول السيد علي البروجردي في كتابه طرائف المقال ج 1 ص 177:
(953 – علي بن الحسين بن علي المسعودي، أبو الحسن الهذلي، له كتب في الإمامة وغيرها، منها كتاب في إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام، وهو صاحب مروج الذهب).
ويقول إسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين ج 1 ص 679:
(المسعودي – علي بن الحسين بن علي الهذلي البغدادي أبو الحسن المسعودي، المؤرخ نزيل مصر، الأديب كان يتشيع. توفي بمصر سنة 346. له من الكتب: إثبات الوصية، أخبار الأمم من العرب والعجم، أخبار الخوارج، أخبار الزمان ومن أباده الحدثان في التاريخ، الأمانة في أصول الديانة، الأوسط في التاريخ، بشرى الأبرار، بشرى الحياة، البيان في أسماء الأئمة، التنبيه والإشراف، حدائق الأذهان في أخبار بيت النبي صلى الله عليه وسلم، خزائن الملك وسر العالمين، ذخائر العلوم، راحة الأرواح في أخبار الملوك والأمم، سر الحياة، عجائب الدنيا، الانتصار، الاستبصار، الزلف، الصفوة، القضايا والتجارب، المعالي في الدرجات، الإبانة في أصول الديانات، الواجب في الأحكام اللوازب، مروج الذهب ومعادن الجوهر (مطبوع في مجلدات)، مزاهر الأخبار وطرائف الآثار، المسالك والممالك، المقالات في أصول الديانات، الهداية إلى تحقيق الولاية).
ويقول آقا بزرگ الطهراني في الذريعة إلى تصانيف الشيعة ج 1 ص 110:
(536: إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب عليه السلام، للشيخ أبي الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي الهذلي، من ولد ابن مسعود الصحابي، وهو صاحب مروج الذهب، المتوفى سنة 346. فيه إثبات أن الأرض لا تخلو من حجة، وذكر كيفية اتصال الحجج من الأنبياء من لدن آدم عليه السلام إلى خاتمهم نبينا صلى الله عليه وآله، وكذلك الأوصياء إلى قائمهم عليهم السلام. وفي أواخره يقول: إن للحجة عليه السلام إلى هذا الوقت خمسة وسبعين سنة وثمانية أشهر، وهو شهر ربيع الأول سنة 332، (أوله الحمد لله رب العالمين الخ) وأول رواياته في تعداد جنود العقل والجهل، وعبر عنه النجاشي بإثبات الامامة لعلي بن ابي طالب عليه السلام ويسميه العلامة المجلسي في البحار عند النقل عنه بكتاب الوصية بحذف المضاف طبع سنة 1320 بمباشرة أمير الشعراء ميرزا محمد صادق بن محمد حسين بن محمد صادق بن ميرزا معصوم بن ميرزا عيسى المدعو بميرزا بزرك (الذي كان وزير السلطان فتح علي شاه القاجاري) الحسيني الفراهاني الطهراني واستنسخه وصححه على نسخة شيخ العراقين الشيخ عبد الحسين الطهراني بكربلاء ).