من أكثر القضايا التي حاولت بعض الأقلام الشيعية التلاعب بها عبر التاريخ هي نسبة القول بولادة المهدي المنتظر إلى علماء أهل السنة والجماعة، ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما جرى مع إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الحموي صاحب كتاب فرائد السمطين.
فقد أُضيف إلى اسمه وصف "الشافعي" زورًا وبهتانًا، ليُوهم القارئ أنه من كبار علماء الشافعية، بينما الحقائق التاريخية ومصادر التراجم المعتبرة تكشف أنه كان صوفيًا متأثرًا بالبيئة الشيعية، وتلميذًا لنصير الدين الطوسي، بل اعترف كبار الباحثين الشيعة أنفسهم مثل علي الكوراني بأنه لم يكن من أهل السنة على الإطلاق.
هذا المقال يسعى لتوضيح الحقائق حول شخصية الحموئي الجويني، وكشف الخلفية المذهبية لكتابه فرائد السمطين، مع بيان كيف تم استغلال اسمه للترويج لعقيدة لا أصل لها في كتب أهل السنة والجماعة.

(18) عامر بن بصري

-29  عامر بن بصري، نزيل (سواين روم) (ت/ 696هـ)، في تائيته، كما في معجم المؤلفين 5/54 باسم: "ذات الأنوار".

بحثتُ ولم أجد أي إشارة إلى المهدي المنتظر من بعيد أو قريب، إنما تحدث عن المهدي الفاسي، مؤرخ مغربي، والمهدي العباسي، وكثيراً ممن اسمهم المهدي مثل هذا: (أبو العباس) صوفي فقيه.

وُلد بسجلماسة في شوال، وتغلب على المغرب الأقصى بدعوى أنه المهدي المنتظر، وقُتل في أحواز السوس الأقصى.

وهو مؤسس إحدى المدن الساحلية بشرق المغرب، وهي معروفة بساحلها الجميل.

مختارات من السقيفة

الشيعة الإمامية تخرج النبي صلى الله عليه واله وسلم من الائمة

قراءة القرآن في الحمام بين الجواز والضوابط

الصلاة الوسطى بين الروايات والنسخ

سؤال: هل الخضر حي حتى الأن؟

 

(19) الكاشاني

30- كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد الكاشاني (ت/ 730هـ أو / 735هـ) في: "تحفة الإخوان في خصائص الفتيان"، كما في كتاب ((سر جشمه تصوف در إيران)) لسعيد النفيسي ص: 216.

لم أجد له أي ترجمة لشخصيته عند أهل السنة والجماعة.

لم أجد إلا: أحمد بن مهدي بن أبي ذر الكاشاني الزاقي: من علماء الإمامية ومجتهديهم.

له تصانيف كثيرة، منها: (مناهج الوصول إلى علم الأصول) مجلدان، و(عوائد الأيام) في قواعد الفقهاء، و(مفتاح الأحكام) مختصر في أصول الفقه، و(المستند) في الفقه الاستدلالي عدة مجلدات، و(الخزائن - ط) فارسي.

كتاب الأعلام لخير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس، الزركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ).

ووجدت تقريباً أربعة أو خمسة يحملون اسم الكاشاني.

كلهم إمامية إلا واحد صوفي، والثاني حنفي. أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاشاني (2) علاء الدين: (000 - 587هـ = 1191م) وهو حنفي.

(20) عبد الرزاق بن أحمد الكاشاني

-30 كمال الدين عبد الرزاق بن أحمد الكاشاني (ت/ 730هـ أو / 735هـ) في: "تحفة الإخوان في خصائص الفتيان"، كما في كتاب ((سر جشمه تصوف در إيران)) لسعيد النفيسي ص: 216.

عبد الرزاق الكاشاني (000 - 730هـ) (000 - 1329م) عبد الرزاق بن أحمد الكاشاني (كمال الدين) صوفي.

توفي: بعد سنة 730هـ.

من تصانيفه:

شرح منازل السائرين للهروي، شرح فصوص الحكم لابن عربي، شرح تائية ابن الفارض في التصوف، لطائف الأعلام في إشارات أهل الأفهام في اصطلاحات الصوفية، ورشح الزلازل في شرح الألفاظ المتداولة بين أرباب الأذواق والأحوال.

معجم المؤلفين.

(21) الحموئي الشافعي

31 -الجويني الحموئي الشافعي (ت/ 732هـ) في: "فرائد السمطين" 2/337، طبع بيروت.

حاول الكاتب هنا التدليس والمراوغة العمياء، فهو حشر في مؤخرة اسم المؤلف اسم (الشافعي)، ولست أدري لماذا؟ هل سقط سهواً أم وضعه عمداً حتى يدلس؟!
طبعاً يوجد علماء سنة أجلاء يحملون اسم الجويني والشافعي معاً، ولكن صاحب "فرائد السمطين"، اسمه كما هو موضوع على مقدمة كتابه المذكور هو: إبراهيم بن محمد بن المؤيد بن عبد الله بن علي بن محمد الجُوَيني الخراساني.

والغريب أنه لم يذكر باسم الشافعي عند أي باحث شيعي إلا هذا الكاتب، وربما للإيحاء أنه شافعي المذهب حتى نستيقن أنه سني.

قال: عبد الحسين الأميني في كتابه "شعراء الغدير" في القرن الثامن الصفحة 64: - شيخ الإسلام إبراهيم بن محمد الحموي الجويني المتوفى 722، ذكره في "فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين".

وقال: السيد محمد سعيد الموسوي آل صاحب العبقات، الإمام الثاني عشر، تحقيق العلامة السيد علي الميلاني ص64: "الحافظ الحموي، ومنهم: صدر الدين أبو المجامع إبراهيم بن محمد الحموي الجويني".

أتساءل: لماذا وضع اسم الشافعي وهو غير موجود؟ بعد البحث عرفت لماذا الكاتب وضع اسم الشافعي، وذلك لأنه يوجد علماء أهل السنة والجماعة مشتركون في الاسم الجويني والشافعي، ومن بينهم:

  سير أعلام النبلاء ص468 (المجلد الثامن عشر، الطبقة الرابعة والعشرون):-240 إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني.

  سير أعلام النبلاء (الجزء 22/ ص80):57- ابن حمويه، محمد بن عمر بن علي الجويني.

  سير أعلام النبلاء (الجزء 23/ ص97):72- ابن حمويه، أبو محمد عبد الله بن عمر بن علي الجويني.

  بينهم من السنين 78 عاماً. 413-الجويني عبد الله بن يوسف بن عبد الله الطائي، عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الجويني، أبو محمد.

ولذلك استغل الكاتب اسم الشافعي حتى يوهمنا أنه ينتمي إلى المذهب الشافعي، وهي حيلة قذرة جداً، تبين مدى مكرهم وتلاعبهم بالنصوص، وحتى يدعم رأيه بأنه قائل بولادة المهدي.

ولكن من قرأ الكتاب المذكور لن يجد صعوبة في فهم أن كاتب هذا الكتاب هو رافضي شيعي الدين والملة، ولكنهم يستغلون تشابه اسمه مع مجموعة من علماء أهل السنة والجماعة من أجل برهنة أكاذيبهم الخائبة والخاسرة الرجاء إن شاء الله تعالى.

والآن فلنعرف ماذا قالوا عن صاحب الكتاب أهل السنة والجماعة:

رشاد الحكيم إلى حادثة التحكيم التي دارت في زمن الرعيل الأول - رضي الله عنهم - 9- "فرائد السمطين" للحموي: قال الذهبي عنه إنه مكذوب الرواية.

  قال الجويني الحموي في "فرائد السمطين" (المؤلف 716): "إني أروي عن جماعة من مشايخي بالحلة وواسط وبغداد والقدس، كلهم يروون عن النقيب صاحب الترجمة".
أقول: من مشايخ الحموي: الخواجة نصير الدين الطوسي ببغداد، وسديد الدين يوسف والد العلامة الحلي، وعبد الحميد بن فخار.  

مقالات السقيفة ذات صلة

الروايات الصحيحة في كتب أهل السنة والجماعة عن المهدي مع نزول عيسى

أحاديث نزول عيسى وصلاته وخروج المهدي

شبهة حديث: المهدي خير من ابي بكر وعمر

إمامة المهدي وصلاته بعيسى عليه السلام والرد عليها

شبهة رواية: «لا مهدي إلا عيسى بن مريم» 

يعني أن شيوخه روافض، فكيف ينسب لأهل السنة؟

وبغض النظر عن كل دليل مادي، يتبادر إلى ذهني سؤال سيجيب عن كل سؤال مطروح، وهو: هل وجد عبر التاريخ عالم سني يعتقد بأئمة الشيعة الاثني عشرية، ويؤمن بعصمتهم رغم ترضيه عن الصحابة؟ فلا يمكن أن يخرج عن ثلاثة: إما رافضي كان يعيش بين السنة تقية ليبث سمومه، أو صوفي من الصوفية الذين هم شقائق الروافض من الرضاعة، شربوا من حليب واحد، فلكي يروي تلك الأحاديث التي هي أصلاً لم تذكر في كتب السنة، وأغلبها توجد في كتبهم.

وبذلك وجدت في كتاب: "كيف رد الشيعة غزو المغول" لعلي الكوراني العاملي كلاماً يميت أي شك في أن الحموي كان سنياً.

قال - ويعترف الكوراني - أن الحموي كان شيعياً وليس سنياً.

وسأنقل الكلام من أوله حتى لا أتهم بالتدليس واللعب في النصوص:

  قال: "أقول: ابن الفوطي حنبلي بحكم نشأته في بغداد ومحيطه، لكنه حنبلي معتدل بحكم تربيته في أجواء الشيعة، خاصة تلمذته على صاحب الخلق الرفيع المرجع نصير الدين + وتلميذه الوزير ابن الجويني.

إنه دليل على عراقة الانفتاح والحرية المذهبية في الحكم الشيعي بعكس غيره! وهو من جهة نموذجٌ من خطة المرجع نصير الدين+ في انتقاء الطاقات وتنميتها وإطلاقها في الدولة المغولية، ومساعدتها لتأخذ مجراها في مكافحة الغزو المغولي، وترسيخ الثقافة الإسلامية ولو كانت من مذهب آخر!

وهو من جهة ثالثة، دليلٌ ونموذجٌ على قدرة المذهب الشيعي بخصوصيته وبالحرية التي يتبناها، على ترويض أتباع المذاهب وإجبارهم على الانفتاح وعدم التعصب! فظاهرة ابن الفوطي لا تنحصر فيه ولا في مذهبه، فهناك شيعة منفتحون على المذاهب السنية كالجوينيين والحموئيين، كان السنة يعدونهم منهم، بينما هم في الواقع شيعة".

هذا اعتراف من الكوراني صريح، ومن لم يصدق فليرجع إلى كتابه "كيف تصدى الشيعة لغزو المغول"، ويكفي أن نعرف أنه شيعي متصوف، وأن الكوراني ذكره في هذا الكتاب الذي يتحدث عن رجال الشيعة الذين تصدوا للمغول.

إلى أن قال: «والحَمُّوي نسبةً إلى حَمُّوَيْه قرب جُوَين من ولاية آمُل.

وقد شاء الله تعالى أن يهدي إبراهيم هذا فصار تلميذًا لنصير الدين (يعترف الكوراني هنا أن الجويني تلميذٌ لنصير الدين الطوسي) وألف كتاب (فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين)، وأسلم عدد من قادة المغول على يده.

قال الذهبي في تاريخه (47/454):

(الشيخ سعد الدين أبو إبراهيم الجويني الصوفي كان صاحب رياضات وأحوال، وله كلام في التصوف على طريقة أهل الوحدة.

وكان قد حج وأقام بقاسيون يتأله ويتعبد مدة في زاوية له ومعه جماعة من الصوفية، ولهم سَمْتٌ وجلالة وتعفف، فلما ضاق به الحال رجع إلى خراسان واجتمع به جماعة من أمراء التتار وأسلم على يده غير واحد منهم، وبنى بآمُل خانكاه ورُزق القبول التام.

ثم زار قبر جدهم القدوة الكبير محمد بن حمويه الجويني بحيراباذ من أعمال جوين، فأقام عنده أسبوعًا وعبر إلى الله تعالى.

وهو والد شيخنا صدر الدين إبراهيم الذي أسلم على يده قازان)».

هذه هي الحقيقة، كان الحَمُّوي صوفيًا شيعيًا، ولا علاقة له بالسنة، ويكفي أن تعودوا لكتابه المذكور لتتعرفوا أنه شيعي وليس سنيًا.

والحمد لله أن أظهر الحقيقة.

المهم، ماذا نقول؟ فكل الأمور تدل على أنه شيعي ابن شيعي.

بل هل وُجد يومًا أن طبعت إيران كتابًا سنيًا؟ والغريب في الأمر أن النسخة الحالية هي من تحقيق ونشر العالم الرافضي: الشيخ محمد باقر المحمودي.

متى كان الروافض يحققون كتب أهل السنة والجماعة؟