يُعَدُّ موضوع بداية الخلق وما ورد فيه من أحاديث وآثار من أعظم القضايا التي شغلت أذهان العلماء والمحدثين عبر القرون، لما له من صلة وثيقة بعقيدة المسلم في الإيمان بالقضاء والقدر ومراتب التقدير الإلهي. ومن أبرز الروايات المشهورة في هذا الباب ما نُقِل عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حول خلق القلم، والعرش، والنون، والأرض. وقد أورده الإمام الحاكم في المستدرك على الصحيحين وحكم عليه بالصحة على شرط الشيخين، بينما ضعفه عدد من المحدثين وبيّنوا أن بعض أجزائه من الإسرائيليات التي اشتهر ابن عباس بروايتها. هذا المقال يستعرض سند الحديث، وأقوال العلماء فيه، ويبين ما هو ثابت مرفوعًا إلى النبي ﷺ وما هو موقوف أو منقول من أهل الكتاب، مع تحليل علمي موضوعي يوضح الموقف الصحيح من هذه الرواية.
قال الامام الحاكم:
" 3840 - أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلَامِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: " إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلْقَهُ اللَّهُ الْقَلَمُ، فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ، فَقَالَ: وَمَا أَكْتُبُ؟ فَقَالَ: الْقَدَرُ، فَجَرَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، قَالَ: وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ فَارْتَفَعَ بُخَارُ الْمَاءِ فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ، ثُمَّ خَلَقَ النُّونَ فَبُسِطَتِ الْأَرْضُ عَلَيْهِ، وَالْأَرْضُ عَلَى ظَهْرِ النُّونِ فَاضْطَرَبَ النُّونُ فَمَادَتِ الْأَرْضُ، فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ، فَإِنَّ الْجِبَالَ تَفْخَرُ عَلَى الْأَرْضِ «هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
مختارات من موقع السقيفة: |
الادعاءات حول ولادة المهدي في كتب المؤرخين هل نَسِيَ الإمامُ الحسنُ أنَّ زينَ العابدين إمام؟ خيانة الوزير الشيعي علي بن يقطين في عهدهارون الرشيد |
3840 - على شرط البخاري ومسلم " المستدرك على الصحيحين للإمام الحاكم ومعه تعليقات الإمام الذهبي في التلخيص – ج 2 ص 540
قال الشيخ عصام الدين في جامع الاحاديث القدسية بعد ان ذكر سند الاثر، وعزوه الى الامام الحاكم، فقال بعدها: " (ضعيف) – ( قلت ) ووافقه الذهبي .
ولكن الحديث موقوف على ابن عباس غير أن شطره الأول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث عبادة بن الصامت ومن حديث ابن عباس مرفوعا. أما شطره الثانى فلم أجد أحداً ذكره مرفوعاً وظني به أنه من الإسرائيليات التي رواها ابن عباس عن بنى اسرائيل "
جامع الاحاديث القدسية – عصاد الدين بن سيد بن عبد رب النبي - ج 1 ص 153