من أخطر ما اشتهر به المذهب الشيعي على مرّ العصور أنه لا يتورّع عن اختلاق الأحاديث ونسبتها إلى أئمتهم المزعومين لتحقيق غايات مذهبية وسياسية، فيُؤسّسون لعقائد ما أنزل الله بها من سلطان، ثم ينسبونها زورًا إلى آل بيت النبي ﷺ. وهذه الظاهرة ليست مجرد انحراف علمي، بل هي جريمة عقدية تُظهر فساد المذهب من جذوره.

وليس غريبًا أن ترى الفرقة الشيعية تتناحر فيما بينها وتُكفّر بعضها بعضًا، حتى وصل الأمر إلى أن يصف بعضهم بعضًا بأنهم أشرّ من النُّصّاب (أي أشدّ عداوة لأهل البيت من أعدائهم المعلنين)، كما ورد في كتبهم المعتبرة.

وفي هذا المقال نسلّط الضوء على نصٍّ خطير أورده يوسف البحراني أحد كبار علماء الشيعة – في كتابه الحدائق الناضرة، يكشف فيه عن نظرة بعض أئمتهم للزيدية والواقفية، وأنهم عندهم بمنزلة النُّصّاب بل شرّ منهم. وهذا يبرهن على أن الفرقة الشيعية ليست جماعة واحدة، بل طوائف متناحرة، كلٌّ منها يلعن الأخرى ويدّعي الحق دون دليل.

🟣 النصّ كما في كتب الشيعة

قال يوسف البحراني في الحدائق الناضرة (ج 5 ص 189):

"وما رواه فيه بسنده إلى عمر بن يزيد قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فحدثني مليًّا في فضائل الشيعة ثم قال: إن من الشيعة بعدنا من هم شرٌّ من النُّصّاب.
فقلت: جعلت فداك، أليس ينتحلون مودّتكم ويتبرؤون من عدوّكم؟ قال: نعم.

قلت: جعلت فداك، بيّن لنا لنعرفهم فلعلّنا منهم.

قال: كلا يا عمر ما أنت منهم، إنما هو قوم يفتنون بزيد ويفتنون بموسى."

"وما رواه فيه أيضًا قال: إن الزيدية والواقفية والنصاب بمنزلة واحدة."

انتهى كلامه.

توضيح النص ومعناه:

يُظهر هذا النصّ بجلاء أن الشيعة الإمامية لا يعتبرون باقي الفرق الشيعية – كالزيدية والواقفية – من الشيعة أصلًا، بل يُساوونهم بـ النُّصّاب أي أعداء آل البيت في نظرهم.
وهذا تناقض صارخ في المذهب؛ إذ إنهم يتشدّقون بوحدة "الولاء لأهل البيت"، لكنّهم في الواقع يمزّقون بعضهم بعضًا، ويُكفّر بعضهم بعضًا باسم الإمامة والعصمة والولاية.

فالزيدية طائفة شيعية تقول بإمامة زيد بن علي، بينما الواقفية يزعمون التوقف عند إمامة موسى الكاظم ولا يقرّون بإمامة من بعده. وهاتان الفرقتان من وجهة نظر الإثني عشرية من الضلال المبين، حتى قالوا إنهم شرّ من النُّصّاب أنفسهم!

الردّ وبيان بطلان المذهب:

هذا النصّ وحده كافٍ لبيان أن الشيعة ليسوا جماعة واحدة متماسكة كما يزعمون، بل هم فرق متناحرة، كلٌّ منها يضع أحاديث ويفتري على الأئمة لتبرير معتقده.
والأدهى من ذلك أن هذه الروايات تُنسب إلى "الإمام الصادق" وهو بريء من هذا الإفك، كما تبرّأ رسول الله ﷺ من الكذب عليه.