تطرح كتب الرافضة وصفًا لِـ«القائم» يختلف جذريًا عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، فيجعلونه حاكمًا بالسيف لا يستتيب أحدًا، وحاكمًا بـ«حكم داود وسليمان» ولا يسأل البينة، ومتحفّظين على ذكر اسمه أو رؤية جسده إلا لمن كفر. هذه التصورات، وإن وردت في بعض الروايات عندهم، تمثل تحويرًا عقائديًا خطيرًا ينقض ثوابت الشريعة ويفتح بابًا للتطاول على نصوص الإسلام والقرآن والسنة. وليس من مقبول الشرع أو العقل التعويل على نصوص معزولة تُخالف مقاصد الشريعة وسيرة النبي وأئمة الهدي، بل يجب قراءة هذه الأخبار في سياقها النقدي والرجالي والشرعي، وتحديد مدلولها الحقيقي بعيدًا عن التهويل والادعاءات الطائفية.
قال الكليني:
"باب فِي الْأَئِمَّةِ (عليهم السلام) أَنَّهُمْ إِذَا ظَهَرَ أَمْرُهُمْ حَكَمُوا بِحُكْمِ دَاوُدَ وآلِ دَاوُدَ ولَا يَسْأَلُونَ الْبَيِّنَةَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ والرَّحْمَةُ والرِّضْوَانُ
"1- عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ فَضْلٍ الْأَعْوَرِ عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ الْحَذَّاءِ قَالَ كُنَّا زَمَانَ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) حِينَ قُبِضَ نَتَرَدَّدُ كَالْغَنَمِ لَا رَاعِيَ لَهَا فَلَقِينَا سَالِمَ بْنَ أَبِي حَفْصَةَ فَقَالَ لِي يَا أَبَا عُبَيْدَةَ مَنْ إِمَامُكَ فَقُلْتُ أَئِمَّتِي آلُ مُحَمَّدٍ فَقَالَ هَلَكْتَ وأَهْلَكْتَ أَ مَا سَمِعْتُ أَنَا وأَنْتَ أَبَا جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ مَنْ مَاتَ ولَيْسَ عَلَيْهِ إِمَامٌ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً فَقُلْتُ بَلَى لَعَمْرِي ولَقَدْ كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلَاثٍ أو نَحْوِهَا دَخَلْتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فَرَزَقَ اللَّهُ الْمَعْرِفَةَ فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) أن سَالِماً قَالَ لِي كَذَا وكَذَا قَالَ فَقَالَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ إِنَّهُ لَا يَمُوتُ مِنَّا مَيِّتٌ حَتَّى يُخَلِّفَ مِنْ بَعْدِهِ مَنْ يَعْمَلُ بِمِثْلِ عَمَلِهِ ويَسِيرُ بِسِيرَتِهِ ويَدْعُو إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ إِنَّهُ لَمْ يُمْنَعْ مَا أُعْطِيَ دَاوُدَ أن أُعْطِيَ سُلَيْمَانَ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ (صلى الله عليه وآله) حَكَمَ بِحُكْمِ دَاوُدَ وسُلَيْمَانَ لَا يَسْأَلُ بَيِّنَةً " اهـ.
وفي كتاب الغيبة للتعماني:
-19" وأخبرنا علي بن الحسين، بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عاصم بن حميد الحناط، عن أبي بصير، قال: " قال أبو جعفر (عليه السلام): يقوم القائم بأمر جديد، وكتاب جديد، وقضاء جديد، على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف، ولا يستتيب أحدا، ولا تأخذه في الله لومة لائم " اهـ.
لا ادري لماذا لا يحكم بحكم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم؟!.
لقد جعل الله تعالى لكل امة شرعة ومنهاجا يسيرون عليها، وكل الامم مع انبيائها تابعة لحكم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، بل أن عيسى بن مريم عليه السلام اذا نزل في اخر الزمان فانه يحكم بشرع النبي صلى الله عليه واله وسلم، فلماذا يترك مهدي الرافضة حكم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم، ويحكم بحكم داود وسليمان عليهما السلام؟! هل حكم داود وسليمان عليهما السلام اكمل من حكم محمد صلى الله عليه واله وسلم؟!، وماذا اراد في رواية النعماني بالكتاب الجديد؟! هل اراد به قرانا غير القران الموجود بين ايدي المسلمين؟!.
مهدي الرافضة لا يرى جسمه - ولا يسميه باسمه إلا كافر:
قال الكليني:
–3"عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا (عليه السلام) يَقُولُ وسُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ فَقَالَ لَا يُرَى جِسْمُهُ ولَا يُسَمَّى اسْمُهُ " اهـ.
وقال: " 4 - مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ ابْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ لَا يُسَمِّيهِ بِاسْمِهِ إلا كَافِرٌ " اهـ.
وفي بحار الانوار:
" 3 - التوحيد: الدقاق والوراق معا، عن محمد بن هارون الصوفي، عن الرؤياني عن عبد العظيم الحسني، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام أنه قال في القائم عليه السلام: لا يحل ذكره باسمه حتى يخرج فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. الخبر.
إكمال الدين:
4- ابن إدريس، عن أبيه، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن سنان، عن صفوان بن مهران، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: المهدي من ولدي الخامس ومن ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته. إكمال الدين: الدقاق، عن الأسدي، عن سهل، عن ابن محبوب، عن عبد العزيز العبدي، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام مثله.
إكمال الدين:
5- الهمداني، عن علي، عن أبيه، عن محمد بن زياد الأزدي، عن موسى بن جعفر عليه السلام أنه قال عند ذكر القائم عليه السلام: يخفى على الناس ولادته ولا يحل لهم تسميته حتى يظهره الله عز وجل فيملا به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
بيان:
هذه التحديدات مصرحة في نفي قول من خص ذلك بزمان الغيبة الصغرى تعويلا على بعض العلل المستنبطة والاستبعادات الوهمية " اهـ
بل ورد التصريح من كتب الرافضة بان الذي يدعي مشاهدة مهديهم في عصر الغبية فهو كاذب.
قال الصدوق:
" 44 – حدثنا أبو محمد الحسن بن أحمد المكتب قال: كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي فيها الشيخ علي بن محمد السمري - قدس الله روحه - فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلى الناس توقيعا نسخته: " بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمد السمري أعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام فاجمع أمرك ولا توص إلى أحد يقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة الثانية فلا ظهور إلا بعد إذن الله عز وجل وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب، وامتلاء الأرض جورا، وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة، إلا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. قال: فنسخنا هذا التوقيع وخرجنا من عنده، فلما كان اليوم السادس عدنا إليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه. ومضى رضي الله عنه، فهذا آخر كلام سمع منه " اهـ.