من أبرز العقائد التي تُظهر انحراف الشيعة الإمامية عن الإسلام الصحيح هي عقيدة التقية، وهي عندهم ليست رخصة اضطرار كما في الشريعة الإسلامية، بل أصلٌ من أصول الدين يُبيح الكذب والخداع وإظهار خلاف الحقيقة باسم الدين والمصلحة.

لقد جعلت هذه العقيدة من الشيعة فرقة ضالّة خارجة عن جماعة المسلمين، إذ بنوا فقههم وحديثهم على الكذب الممنهج والتمويه باسم التقية، حتى صاروا يروون الأحاديث المتناقضة عن أئمتهم، ويبررون ذلك بأن الإمام تكلّم تقيّة!

وفي هذا المقال نعرض نصوصًا من أمهات كتبهم كقول البحراني والجواهري، ليظهر كيف رسخوا الكذب الديني في منهجهم، وكيف اعترفوا أن اختلاف أحاديثهم ناتج عن التقية المقصودة لا عن اجتهاد أو خطأ.

نصوص من كتب الشيعة في تبرير التقية:

يقول البحراني في أحد مواضع كتبه موضحًا أن التقية أمر مسلم به عند الشيعة حتى بين أنفسهم:

«وهذه المسألة من المسلمات عند القوم، حتى كان الخلاف بينهم في جوازها لم يحضر أحدًا منهم.
يقول البحراني: ... فصاروا – صلوات الله عليهم – محافظةً على أنفسهم وشيعتهم – يخالفون بين الأحكام وإن لم يحضرهم أحد من أولئك الأنام»[1].

ثم يضيف البحراني موضحًا الغرض من ذلك:

«ولعل السر في ذلك أن الشيعة إذا خرجوا عنهم مختلفين، كلٌّ ينقل عن إمامه خلاف ما ينقله الآخر، سُخِّف مذهبهم في نظر العامة، وكذبوهم في نقلهم، ونسبوهم إلى الجهل وعدم الدين، وهانوا في نظرهم.

بخلاف ما إذا اتفقت كلمتهم وتعاضدت مقالتهم، فإنهم يصدقونهم ويشتد بغضهم لهم ولإمامهم ومذهبهم، ويصير ذلك سببًا لثوران العداوة، وإلى ذلك يشير قوله عليه السلام: «ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا[2]».»

وقال أيضًا: «إن الحمل على التقية لا يختص بوجود القائل من العامة.[3]»

روايات غريبة تدعم التقية حتى من الجن!

ويقول البحراني – في موضع آخر – مبررًا رواية شاذة عن الإمام الصادق عليه السلام:

«إن لنا أعداء من الجن يخرجون حديثنا إلى أعدائنا من الإنس، وإن الحيطان لها آذان كآذان الناس!»[4]

فالتقية عندهم بلغت حدًّا يجعلهم يتخيلون أن الجنّ تنقل أحاديثهم إلى الإنس، وأن حتى الجدران تتجسس عليهم، فيكذبون ويُغيّرون الأحكام اتقاءً لتلك الآذان الموهومة!

كلام الجواهري في بيان غاية التقية:

وقال الجواهري من كبار فقهاء الشيعة – في معرض حديثه عن المسائل الخلافية بينهم:

«اللهم إلا أن يُكتفى في التقية بمجرد وقوع الخلاف بين الشيعة، كي لا يُعرفوا فيؤخذوا[5]

أي أن التقية تُمارس حتى بين الشيعة أنفسهم لمجرد وجود الخلاف، وليس خوفًا من أحد!
وهذا يُثبت أن الكذب عندهم منهج متجذر في تعاملهم العلمي والفقهي، لا مجرد رخصة.

التقية في ضوء القرآن الكريم:

قال الله تعالى: ﴿مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَن أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾ (النحل: 106).

وهذه الآية نزلت فيمن أُكره على الكفر إكراهًا حقيقيًا، فكانت رخصة استثنائية.
أما الشيعة فحوّلوا هذه الرخصة إلى عبادة دائمة، يُمارسون بها الكذب حتى على بعضهم البعض، بل حتى دون وجود خطر أو تهديد.

وقال تعالى: ﴿وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا﴾ (الأحزاب: 70).

فالمؤمن الحق مأمور بالصدق في القول، لا بالكتمان والكذب، بينما جعلت عقيدة التقية الشيعية الكذب فضيلة دينية.

الشبهة والرد عليها:

الشبهة:

يقول الشيعة: إن التقية شرعها الله لحماية المؤمنين من الأعداء، وأن الأئمة مارسوا التقية لهذا الغرض.

الرد:

نعم، التقية مشروعة في حال الإكراه القهري فقط، لكن الأئمة – كما يصورهم الشيعة – مارسوا التقية حتى في حال الأمن، بل غيّروا الأحكام وناقضوا أنفسهم دون سبب ظاهر!
وهذا يُعدّ كذبًا صريحًا على الله ورسوله، لا يُقرّه الإسلام، لأن الكذب لا يُباح إلا لدفع ضرر عظيم لا يُحتمل، وليس لاختلاف الرأي أو الخوف من فقدان المكانة.

الخلاصة:

إنّ نصوص علماء الشيعة كالبحراني والجواهري تكشف حقيقة التقية لديهم، فهي كذبٌ ممنهجٌ باسم الدين، تُمارس في كل الأحوال، حتى بين الشيعة أنفسهم.

وقد أدت هذه العقيدة إلى سقوط الثقة بأحاديثهم وفقههم، لأن كل قول يمكن أن يُقال عنه «قيل تقيّة»، فلا يُعرف الصادق من الكاذب.

إن الإسلام بريء من هذا الفكر، وأئمة أهل البيت الحقيقيون لم يعرف عنهم إلا الصدق والوضوح، فالتقية بمعناها الشيعي بدعة وضلالة تبرر الكذب باسم الدين.

__________________________________________________________

[1] الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني (1/5).

[2] الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني (1/6).

[3] الحدائق الناضرة ليوسف البحراني (3/254).

[4] تفسير فرات الكوفي، لفرات بن إبراهيم الكوفي (552)، بحار الأنوار للمجلسي (15/6 ، 25/2).

[5] جواهر الكلام، للجواهري (8/98).