"تفصيل الشبهة":

يرى بعض الشيعة المعاصرين، مثل طالب الحسيني الرفاعي، أنه حتى لو كان ابن سبأ حقيقة تاريخية، فلا توجد صلة بين أفكاره (مثل الغلو في علي) وبين عقيدة الشيعة التي تقوم على روايات صحيحة في كتب الفريقين حول إمامة علي ووصايته .

      أهم المقالات في موقع السقيفة:

شخصيةعبد الله بن سبأ: حقيقة مثبتة في كتب الشيعة وتناقضات من ينكرها

عبدالله بن سبأ: ونشاة فرق الغلاة والمتطرفين

أقوال العلماء والمؤرخين في عبد الله بن سبأ

"الرد المفصل على الشبهة":

على الرغم من أن عقيدة الشيعة في الإمامة والوصاية تستند إلى روايات في كتب الفريقين، إلا أن العديد من علماء الشيعة القدماء قد أثبتوا دور عبد الله بن سبأ في نشأة بعض الأفكار الغالية التي أصبحت فيما بعد جزءًا من المذهب الشيعي. 

فمثلاً، ذكر سعد بن عبد الله القمي أن ابن سبأ هو "أوَّلَ من أظهر الطَّعنَ على أبي بَكرٍ وعُمَرَ وعُثمانَ والصَّحابةَ، وتبرَّأ منهم، وادَّعى أنَّ عَليًّا رَضِيَ اللَّهُ عنه أمَره بذلك" [15].  

كما ذكر أنه "أوَّلُ من شَهِد بالقَولِ بفَرضِ إمامةِ عَليِّ بنِ أبي طالبٍ، وأظهَر البراءةَ من أعدائِه، وأكفَرَهم" [16].  

هذه الأفكار، وإن كانت قد تطورت لاحقًا، إلا أن ابن سبأ كان له دور في إظهارها ونشرها في بدايات التشيع. كما أن الكشي نقل لعن الأئمة لعبد الله بن سبأ بسبب كذبه على علي وادعائه أمورًا عظيمة، مما يدل على أن أفكاره كانت منحرفة عن الخط الصحيح، وأنها كانت موجودة ومؤثرة في تلك الفترة.