من العقائد الجوهرية عند الشيعة الإمامية الاثني عشرية، زعمهم أن القرآن الكريم لا يُمكن أن يكون حجة على العباد إلا بوجود "قيم" معصوم يفسره ويبيّن معانيه، ويجعلون هذا القيم هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن بعده بقية الأئمة. ويستدلون بروايات مروية في كتبهم مثل أصول الكافي وعلل الشرائع ووسائل الشيعة، والتي تنص على أن طاعة علي كانت مفترضة بعد رسول الله ﷺ، وأنه "قيم القرآن" و"كتاب الله الناطق". هذه الدعوى تمثل ركنًا أساسيًا في بناء نظرية الإمامة لديهم، وتُستخدم لإثبات حجية أقوال الأئمة فوق فهم المسلمين المباشر للقرآن الكريم. في هذا المقال، نعرض نصوص هذه الروايات كما وردت في مصادرهم المعتبرة، ثم نناقشها في ضوء الكتاب والسنة، مع بيان التناقضات التي تتضمنها، وخطر هذا الاعتقاد على أصل حجية القرآن 

من مقالات السقيفة:

نقد التشيع في "كشف أسرار ألف عام" لعلي أكبر حكمي زاده

 الدولة الصفوية ومخططها الدموي

شبهة: حديث توسل آدم بالنبي ﷺ 

1 - محمد بن يعقوب، عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الله أجل وأكرم من أن يعرف بخلقه - إلى أن قال: وقلت للناس: أليس تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان الحجة من الله على خلقه ؟ قالوا: بلى، قلت فحين مضى رسول الله صلى الله عليه وآله من كان الحجة لله على خلقه؟ قالوا: القرآن، فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم به المرجئ والقدري والزنديق الذي لا يؤمن به حتى يغلب الرجال بخصومته، فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم، فما قال فيه من شيء كان حقا - إلى أن قال: فأشهد أن عليا عليه السلام كان قيم القرآن، وكانت طاعته مفترضة وكان الحجة على الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وأن ما قال في القرآن فهو حق، فقال: رحمك الله.

وسائل الشيعة للحر العاملي الجزء 27

ص 176 باب عدم جواز استنباط الأحكام النظرية من ظواهر القرآن إلا بعد معرفة تفسيرها من الأئمة عليهم السلام.

1 - أبى رحمه الله قال:

حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله " ع " إني ناظرت قوما فقلت ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله هو الحجة من الله على الخلق فحين ذهب رسول الله من كان الحجة من بعده فقالوا القرآن فنظرت في القرآن فإذا هو يخاصم فيه المرجئ، والحروري والزنديق الذي لا يؤمن حتى يغلب الرجل خصمه فعرفت أن القرآن لا يكون حجة إلا بقيم...

علل الشرائع للصدوق الجزء الأول ص192(باب 152 - علة إثبات الأئمة صلوات الله عليهم)