تُعدّ مسألة تحريف القرآن الكريم من أخطر القضايا العقدية التي أثارها علماء الإمامية الاثني عشرية في كتبهم المعتبرة، حيث صرّح عدد من كبار مراجعهم ومحدّثيهم بتواتر واستفاضة الروايات المنقولة عن أئمة أهل البيت – بزعمهم – الدالة على وقوع التحريف، سواء بالنقص أو الزيادة أو التبديل. وهذه النقولات الصريحة، التي دوّنوها في مصنفاتهم الأساسية، تُبيّن حجم الإشكال العقدي الذي يتعارض مع النص القرآني نفسه ومع إجماع الأمة على حفظ كتاب الله من أي تحريف أو تبديل.
من مقالات السقيفة:
نقد التشيع في "كشف أسرار ألف عام" لعلي أكبر حكمي زاده
وقال نعمة الله الجزائري:
" روى أصحابنا ومشايخنا في كتب الأصول من الحديث وغيرها أخبارا كثيرة بلغت حد التواتر في أن القرآن قد عرض له التحريف وكثير من النقصان وبعض الزيادة "
نور البراهين - نعمة الله الجزائري - ج 1 - شرح ص 526
وقال ايضا: " إن تسليم تواترها -يعني القراءات السبع- عن الوحي الإلهي، وكون الكل قد نزل به الروح الأمين يفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً ومادة وإعراباً، مع أن أصحابنا رضوان الله عليهم قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها "
الأنوار النعمانية – نعمة الله الجزائري - ج 2 ص 246
وقال محمد تقي المجلسي معترضا على الصدوق بقوله:
إن القران لا يوجد فيه زيادة ولا نقص: " انما العجب من المصنف أنه ذكر في رسالته في الاعتقادات أن القرآن الذي نزل به جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله هذا القرآن لم يكن زائدا عليه ولا ناقصا عنه مع أن الأخبار في طرق العامة والخاصة متواترة بأنه كان زائدا عليه ونقصوا عنه لمصلحة مذهبهم الفاسد "
روضة المتقين – محمد تقي المجلسي - ج 10 ص 19 – 20
وقال حبيب الله الخوئي:
" والانصاف أنّ القول بعدم النّقص فيه ممّا يمكن إنكاره بعد ملاحظة الأدلة والأخبار التي قدّمناها، فانّها قد بلغت حدّ التّواتر "
منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة – حبيب الله الخوئي – ج 2 ص 220
وقال البحراني:
ثم أقول: ومما يدفع ما ادعوه أيضا استفاضة الأخبار بالتغيير والتبديل في جملة من الآيات من كلمة بأخرى زيادة على الأخبار المتكاثرة بوقوع النقص في القرآن والحذف منه كما هو مذهب جملة من مشايخنا المتقدمين والمتأخرين "
الحدائق الناضرة - البحراني - ج 8 ص 102
سلطان محمد الخراساني:
اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه بحيث لا يكاد يقع شك.
(تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة مؤسسة الأعلمي ص 19)