حادثة قتل أسامة بن زيد رضي الله عنه لرجل من المشركين بعد أن نطق بالشهادتين من أشهر المواقف التربوية التي نقلتها السنة النبوية. فقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم من خلالها خطورة التسرع في الحكم على الناس، ووجوب احترام من أظهر الإسلام ولو كان ذلك في ساحة القتال. وتأتي هذه القصة لتكون درسًا خالدًا في حرمة الدماء، وعِظم شأن كلمة التوحيد، ولتؤكد أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتعلمون مباشرة من توجيه النبي صلى الله عليه وسلم، وأنهم كانوا أحرص الناس على التوبة والرجوع إلى الحق متى تبين لهم
اخترنا لكم من موقع السقيفة:
العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس
العباس والفضل وعلي بن أبي طالب موجودون برزية الخميس
هذا المقال يستعرض قصة أسامة بن زيد رضي الله عنه حين قتل رجلاً في إحدى السرايا بعد أن قال: "لا إله إلا الله"، ظانًا أنه إنما قالها خوفًا من السلاح.
ويبين المقال أن:
1- أسامة اجتهد فأخطأ حين لم يقبل كلمة التوحيد من عدوه.
2- عُذر رضي الله عنه لأنه لم يكن يعلم بعد حكم هذه المسألة.
3- أنه تاب وندم ندمًا شديدًا، حتى تمنى أنه لم يكن أسلم إلا في ذلك اليوم، لما أدرك من خطورة ما فعل.
مما يؤكد أن هذه الحادثة لا تُفهم على أنها طعن في أسامة رضي الله عنه، بل هي تربية نبوية مباشرة، وبيان لحرمة الدماء، وعِظم مكانة التوحيد، ومثال عملي على أن الصحابة كانوا يتعلمون ويُربَّون بالوحي والنبوة.
عن اسامة رضي الله عنه قال:
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات من جهينة فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلا الله فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أقال لا إله إلا الله وقتلته، قال: قلت: يا رسول الله انما قالها خوفاً من السلاح، قال: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟؟ فما زال يكررها حتى تمنيت اني اسلمن يومئذ.
الرد:
الأمر الأول: من كلام اسامة رضي الله عنه يتضح لنا إنه كان يتعارك مع كافر فلما غلبه قال الرجل الكافر لا إله الا الله، فقتله اسامة ظناً انه قالها خوفاً من السلاح.
الأمر الثاني: اسامة رضي الله عنه يعذر بهذا لأنه لا يعلم بإنه لا يجوز قتل الكافر بعد قوله لا إله الا الله.
الأمر الثالث: اسامة رضي الله عنه تاب من هذه الفعلة وندم على ذلك ويتضح ذلك في قوله حتى تمنيت أنى اسلمت يومئذ.