كثيراً ما يبالغ بعض الكتّاب والمفكرين الشيعة في ادعاء أن الاضطهاد الديني في عصور الدولة الأموية والعباسية قد اقتصر عليهم وحدهم، وأن أهل السنة والجماعة عاشوا في راحة ووفاق تام مع الحكام، دون أن يتعرضوا لظلم أو أذى. غير أن هذا الادعاء ينافي حقائق التاريخ، حيث تظهر شواهد كثيرة أن علماء أهل السنة عانوا أشد المعاناة من التنكيل والسجن والتعذيب، بل وكانوا في مقدمة الصفوف في قول كلمة الحق دون خوف أو مداهنة، خلافاً لمن جعل "التقية" أصلاً من أصول عقيدته.
من مقالات السقيفة:
شبهة حديث أن النبي موسى قام عريانا يجر ثوبه
عقيدة أهل البيت في النار: دار الهوان والشفاعة والرحمة
لا شك أن القول بالاضطهاد الذي وقع إبّان حكم الأمويين والعباسيين لا يخلو من الصحة، وإنما مجانبة الصواب هو القول باقتصار ذلك على الشيعة كما يدعى بعضهم، بل وقال بأن أهل السنة والجماعة كانوا بعيدين عن ذلك البلاء؛ لأنهم كانوا في معظم عهودهم على وفاق تام مع الحكام، فلم يتعرضوا لقتل ولا لنهب ولا لظلم[1]، كما زعم ذلك التيجاني، فهذا القول غير صحيح، فإن كثيراً من علماء أهل السُنة قد تعرضوا لشتى انواع التنكيل والتعذيب، وعلى رأسهم أئمة المذاهب الذين ضربوا أروع الأمثلة في التصدي للباطل وإحقاق الحق ولم تأخذهم في الله لومة لائم فلم يأخذوا يالتقية المشروعة فضلاً عن تقية القوم.
[1] مع الصادقين للتيجاني السماوي (187).