يُعدّ كتاب الأنوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة للسيد عبد الله شبر من أهم الشروح التي تناولت مقامات أهل البيت عليهم السلام، حيث وقف عند تعبير "المثل الأعلى" موضحاً أبعاده اللغوية والعقدية. فقد أشار إلى أن الأئمة حجج الله وصفاته الظاهرة في خلقه، فهم مظاهر أسمائه وصفاته العُليا، بل نزلت فيهم آية النور التي شبّهت نور الله بالمشكاة والمصباح والزجاجة، وبيّن أن هذا التشبيه إنما هو إشارة إلى نور الهداية المتمثل في أهل البيت عليهم السلام. وهكذا يضع السيد شبر الأئمة في موقع القدوة والمثل الأعلى الذي يقتدى به في معرفة الله وعبادته.
النص:
من كتاب الانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة للسيد عبدالله شبر صــــ74:
(والمثل الأعلى) المثل محركة الحجة والحديث والصفة والجمع على مثل بضمتين ويمكن قرائته بهما فانهم حجج الله تعالى بل أعلاهم وهم المتصفون بصفات الله تعالى فكأنهم صفاته بل هم مظاهر أسمائه وصفاته ويمكن أن يراد بالمثل الأعلى المثل الذي مثل الله تعالى به نوره في آية النور فإنها نزلت فيهم فإن قرى بالجمع فهو الموافق وان قرئ بالأفراد فهو اما لأنه مثل لجميعهم واما لأن نورهم واحد (ففي الكافي عن صالح بن شهل الهمداني عن الصادق عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿الله ا نور السموات والأرض مثل نوره کمشكوة﴾ فاطمة ﴿فيها مصباح﴾ الحسن ﴿المصباح﴾ الحسين في زجاجة، ﴿الزجاجة كأنها كوكب دري﴾ فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا و﴿يوقد من شجرة مباركة﴾ ابراهيم و﴿زيتونة لا شرقية ولاغربية﴾.