من القضايا العقدية والسلوكية التي أثارت جدلاً واسعًا مسألة بناء القبور وتعظيم الأضرحة. فقد وردت في كتب الشيعة نفسها – ومنها الكافي وبحار الأنوار – نصوص صريحة تنهى عن رفع القبر أكثر من أربعة أصابع، وتدعو إلى تسويته ورش الماء عليه حتى يستوي بسطح الأرض. بل نُقل عن الإمام علي رضي الله عنه أنه قال: «أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ﷺ، لا ترى قبرًا مشرفًا إلا سويته ولا تمثالًا إلا طمسته». ومع ذلك نجد على أرض الواقع أن الطوائف الشيعية شيّدت القباب الضخمة على القبور، وأقامت الأضرحة والعتبات، وألزمت أتباعها بزيارتها وتعظيمها، حتى تحولت هذه الممارسات إلى طقوس تُمارس باسم الدين، وهي في حقيقتها مخالفة للتعاليم التي يروونها هم بأنفسهم. فكيف وقع هذا التناقض الصارخ بين النصوص والروايات التي تنهى عن البناء على القبور، وبين الواقع العملي الذي يُكرّس تعظيمها؟ وهل يمكن أن تُبرر هذه الأعمال – التي فيها صرف الدعاء والنذر والطواف حول القبور – وهي أقرب ما تكون إلى مظاهر الشرك التي حذّر منها الإسلام؟
مقالات السقيفة ذات صلة: |
شبهة حديث الرؤية والتجلي الإلهي |
محل الالزام:
تقولون لا يجوز بناء قبر أي شخص، ففي كتاب «الكافي» ذاته عدة أحاديث مروية عن النبي والإمام توصي بعدم رفع القبر أكثر من أربعة أصابع وفي بعضها الوصية برفع القبر أربعة أصابع ثم رش الماء عليه مما يدلُّ على أن ذلك الرفع يهدف إلى أن يصبح القبر بعد صب الماء عليه ومرور الزمن مساوياً لسطح الأرض، وهذا ما تفيده روايات أخرى أيضاً تدل على أن قبور النبي والصحابة كانت مستوية ومساوية لسطح الأرض. كما رُوي في عدة كتب أن علياً قال: «أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ، لا تَرَى قَبْراً مُشْرِفاً إِلا سَوَّيْتَهُ وَلا تِمْثَالاً إِلا طَمَسْتَه»، (بحار الأنوار المجلسي، (79/18). فنقول إذن إذا كانت لديكم مثل هذه التعاليم فكيف سمحتم لأنفسكم بإنشاء كل هذه الأضرحة المرتفعة والقباب والعتبات؟ والزمتم الناس بقضاء حياتها في هذه الزيارات لهذه الأضرحة وأعمال الشرك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟