الحمد لله الذي أمر بلزوم صراطه المستقيم، ونهى عن التفرق والاختلاف في الدين، وأمر بكشف أهل الباطل لئلا يغتر بهم الجاهلون، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي المتقين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
لقد أخبرنا النبي ﷺ أن هذه الأمة ستفترق كما افترقت الأمم من قبلها، وأن الفرقة الناجية هي من تمسكت بالكتاب والسنة ولزمت الجماعة. وكان من أبرز الفرق الضالة التي انحرفت عن الصراط المستقيم: الرافضة الإمامية الإثنا عشرية، الذين تميزوا عن سائر الفرق الضالة بأمور باطلة، من أخطرها الغلوّ، والكذب، والحقد، والتقية. وفي هذا المقال نبيّن أبرز ضلالاتهم، ليحذر المسلم من بدعهم وعقائدهم الفاسدة.
سنة الاختلاف
قال الله تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ ﴾ (هود: 118-119).
وقال النبي ﷺ: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار. قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الجماعة»
(رواه ابن ماجه برقم 3992).
وقال ﷺ: «فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم، فعليكم بسنّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ»
(رواه أحمد 4/126، وأبو داود 4/200، والترمذي 7/319)
مقالات السقيفة ذات صلة |
رد خبر الفاسق في ضوء كلام الإمام مسلم في صحيحه حديث «إن يعش هذا لا يدركه الهرم...» وشبهات عدنان إبراهيم |
ضلالات الرافضة
1- الغلوّ
غلا الرافضة في علي رضي الله عنه وأبنائه وأحفاده حتى زعم بعضهم أنه إله، وسجدوا له، فأحرقهم بالنار كما في صحيح البخاري. وقال الشهرستاني عنهم: "غَلَوا في أئمتهم حتى أخرجوهم من حدود الخليقة، وحكموا فيهم بأحكام الآلهة".
وقال إمامهم الخميني في الحكومة الإسلامية (ص 52):
«إن لأئمتنا مقامًا لا يبلغه ملك مقرّب، ولا نبي مرسل».
وقال شاعرهم إبراهيم العاملي في علي رضي الله عنه:
أبا حسنٍ أنت عينُ الإلهِ *** وعنوانُ قدرتِه الساميةْ
وأنتَ المحيطُ بعلمِ الغيوبِ *** فهلْ تعزُبُ عنكَ خافيةْ
ومن يزور كربلاء والنجف أو يشاهد طقوس عاشوراء يدرك حجم الغلوّ الفاضح لديهم.
-2 الكذب
ابتدعوا عقيدة البداء، فزعموا أن الله يظهر له ما لم يكن يعلم! ونسبوا ذلك إلى جعفر الصادق ظلمًا وزورًا.
وزعموا أن القرآن محرّف، وأن مصحف فاطمة ثلاثة أضعاف القرآن الموجود.
وادعوا أن النبي ﷺ أوصى لعلي بالخلافة نصًا، وهو كذب صريح.
كما نسبوا ضلالاتهم إلى علي وفاطمة والحسين وجعفر الصادق رضي الله عنهم، وهم براء منها.
-3 الحقد
حقدهم على أهل السنة ظاهر؛ فقد لعنوا خيار الصحابة وعلى رأسهم أبو بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم.
وقد أفتوا بتكفير أهل السنة واستباحة دمائهم وأموالهم، وما جرى ويجري في إيران والعراق خير شاهد على حقدهم الدفين.
- 4التقية
جعلوا التقية دينًا، فنسبوا إلى جعفر الصادق أنه قال: «التقية ديني ودين آبائي»
(أصول الكافي 2/219).
وقالوا: «عليكم بمجاملة أهل الباطل... بالتقية التي أمركم الله أن تأخذوا بها»
(روضة الكافي 8/2).
الخاتمة
يتبين أن الرافضة الإمامية جمعت بين أعظم الضلالات: الغلوّ والكذب والحقد والتقية، مما جعلهم أخطر الفرق على الأمة الإسلامية. وقد حذر السلف من بدعهم، وبيّنوا بطلان معتقداتهم، وواجب المسلمين الحذر منهم وكشف زيفهم، امتثالًا لأمر الله ورسوله ﷺ.
المصادر
◘ القرآن الكريم.
◘ صحيح البخاري.
◘ مسند أحمد.
◘ سنن ابن ماجه، سنن أبي داود، سنن الترمذي.
◘ الشهرستاني، الملل والنحل.
◘ الخميني، الحكومة الإسلامية.
◘ الكليني، الكافي.