من أبرز القضايا الجدلية في العقيدة الشيعية قضية علامات الإمام المعصوم التي يزعمون أنها دلائل قطعية على إمامته وعصمته. وقد توسع الكليني في الكافي والمجلسي في روضة المتقين وعين الحياة في ذكر صفات غيبية وخوارق يختص بها الإمام، مثل: ولادته مطهّراً مختوناً، عدم احتلامه، عدم وجود ظل له، ومعرفته بأسماء أعدائه إلى يوم القيامة. غير أنّ كتب الشيعة المعتبرة نفسها مثل الحدائق الناضرة للبحراني وتهذيب الأحكام للطوسي والاعتقادات للصدوق تبيّن نقض هذه الصفات، بل وتظهر تناقضات بين النصوص التي تنسب للإمام صفات فوق بشرية وبين واقع الأئمة التاريخي. في هذا المقال نستعرض أبرز علامات الإمام كما نقلها المجلسي، ونبين من خلال مصادر شيعية معتبرة نقض هذه الصفات وغياب انسجامها مع الواقع والتاريخ.
قال محمد تقي المجلسي:
" (2) روى الكليني في القوي كالصحيح، عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: للإمام عشر علامات، يولد مطهرا مختونا، وإذا وقع على الأرض وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين، ولا يجنب، وتنام عينه ولا ينام قلبه، ولا يتثاوب ولا يتمطى، ويرى من خلفه كما يرى من قدامه، ونجوه كرائحة المسك، والأرض موكلة بستره وابتلاعه، وإذا لبس درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانت عليه وفقا وإذا لبسها غيره من الناس طويلهم وقصيرهم زادت عليه شبرا وهو محدث إلى أن تنقضي أيامه عليه السلام " اهـ
روضة المتقين – محمد تقي المجلسي - ج 13 ص 235
أما عدم الجنابة فهي منقوضة، قال البحراني:
" بقي هنا شئ لم يتنبه له لأصحاب (رضوان الله عليهم) فيما وقفت عليه من كتبهم وهو جواز دخول مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) له وللمعصومين من آله (صلوات الله عليهم) مع الجنابة بل اللبث فيه وإن ذلك من جملة خصائصهم. فمما وقفت عليه من الأخبار في ذلك ما رواه الصدوق في كتاب المجالس بسنده فيه عن الرضا عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يحل لأحد ان يجنب في هذا المسجد إلا أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين ومن كان من اهلي فانه مني ". وما رواه فيه ايضا وفى كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) في حديث طويل عنه (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) " ألا أن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد وآله ". وما رواه في كتاب العلل بسنده الى ابي رافع قال: " أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطب الناس فقال: أيها الناس أن الله أمر موسى وهارون أن يبنيا لقومهما بمصر بيوتا وأمرهما أن لا يبيت في مسجدهما جنب ولا يقرب فيه النساء إلا هارون وذريته، وأن عليا مني بمنزلة هارون من موسى، ولا يحل لأحد أن يقرب النساء في مسجدي ولا يبيت فيه جنب إلا على وذريته... ".
من مختارات السقيفة: |
¨ جماع الزوجتين بفراش واحد عند الشيعة
¨ إله الخميني المزعوم والطعن في الصحابة
¨ تحريف الشيعة آية ﴿نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ لتبرير وجود إمام
¨ الولايةليست شرطا لدخول الجنة
¨ محبة النبي ﷺ وغلو الصوفية بين الاتباع والابتداع
¨ العين في القرآن بين الإفراد والجمع
ورواه فيه ايضا بسند آخر قريبا من ذلك وقال فيه:
" ثم امر موسى ان لا يسكن مسجده ولا ينكح فيه ولا يدخله جنب إلا هارون وذريته، وان عليا مني بمنزلة هارون من موسى وهو اخي دون اهلي، ولا يحل لاحد ان ينكح فيه النساء الا علي وذريته... "
وفيها زيادة على ما ذكرنا حل النكاح لهم فيه فضلا عن الدخول بالجنابة وما رواه في تفسير الامام (عليه السلام) روى عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث سد الابواب انه قال: " لا ينبغى لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت في هذا المسجد جنبا إلا محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والمنتجبون من آلهم الطيبون من أولادهم " اهـ
الحدائق الناضرة – يوسف البحراني – ج 3 ص 49 – 50
وقال الطوسي:
" (1108) 1 محمد بن علي بن محبوب عن احمد عن الحسين عن فضالة عن ابن مسكان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: اغتسل أبي من الجنابة فقيل له قد بقيت لمعة من ظهرك لم يصبها الماء فقال له: ما كان عليك لو سكت ثم مسح تلك اللمعة بيده " اهـ
تهذيب الأحكام – الطوسي – ج 1 ص 365
وأما وجود صحيفة فيها اسماء اعدائه الى يوم القيامة، فمنقوض أيضا.
قال الصدوق:
" والحسن بن علي - عليهما السلام - سمته امرأته جعدة بنت الأشعث الكندي، مات في ذلك " اهـ
الاعتقادات في دين الإمامية - الصدوق – ص 98
وأما الشجاعة فهي منقوضة أيضا، قال الكليني:
" عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ وحَمَّادٍ عَنْ زُرَارَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) فِي تَزْوِيجِ أُمِّ كُلْثُومٍ فَقَالَ إِنَّ ذَلِكَ فَرْجٌ غُصِبْنَاهُ " اهـ
الكافي – الكليني - ج 5 ص 346، وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – حسن – ج 20 ص 42
وفي الكافي:
" 18 - وبهذا الاسناد، عن أحمد بن محمد، عن أبيه محمد بن عيسى، عن ابن بكير، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، إنه يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه - يعني القتل " اهـ
- الكافي – الكليني - ج 1 ص 340،وقال المجلسي عن الرواية في مرآة العقول – موثق كالصحيح – ج 4 ص 52
وفي المحاسن للبرقي:
" 313 - عنه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن مسكان قال قال لي أبو عبد الله (ع): إني لاحسبك إذا شتم علي بين يديك لو تستطيع أن تأكل أنف شاتمه لفعلت، فقلت: إي والله جعلت فداك، إني لهكذا وأهل بيتى، فقال لي: فلا تفعل، فوالله لربما سمعت من يشتم عليا وما بينى وبينه إلا أسطوانة فأستتر بها، فإذا فرغت من صلوتى فأمر به فأسلم عليه وأصافحه.
314 - عنه، عن أبيه، عن فضالة، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال علقمة أخى لابي جعفر (ع): إن أبا بكر قال: يقاتل الناس في علي، فقال لي أبو جعفر (ع): إني أراك لو سمعت إنسانا يشتم عليا فاستطعت أن تقطع أنفه فعلت، قلت: نعم، قال: فلا تفعل، ثم قال: إني لاسمع الرجل يسب عليا وأستتر منه بالسارية، فإذا فرغ أتيته فصافحته " اهـ
المحاسن – أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج 1 ص 260