في عالم علوم الحديث ومصطلحه، يتضح أن كثيرًا من الروايات المنسوبة إلى الصحابة أو التابعين تحتاج إلى تدقيق قبل الأخذ بها. ومن أبرز الأمثلة على ذلك عبد الله بن لهيعة الحضرمي، الذي روى الكثير من الأحاديث إلا أن جماعة من العلماء ضعفوه واعتبروا أحاديثه غير حجة.
وقد أورد بعض علماء السنة مثل الذهبي وابن معين والنسائي وابن حزم ملاحظات نقدية مفصلة حول رواياته، مشيرين إلى أنه كان يُدلس أحيانًا على ضعفاء لينسب لهم الحديث، وأن كتبه احترقت وأدى ذلك إلى بعض الضياع في الروايات.
وفي هذا المقال سنتناول تاريخ عبد الله بن لهيعة ومكانته عند العلماء، ونعرض الشبهة حول صحة أحاديثه والرد العلمي عليها، ليكون المقال مرجعًا مفصلًا للباحثين في علوم الحديث.
فقد اخرجه الدارقطني رحمه الله تعالى من رواية ابن لهيعة -وقد ضعفه الجمهور-
120 سؤال وجواب في مصطلح الحديث وعلومه للشيخ العلامة حافظ احمد الحكمي ص 21
- 415 عبد الله بن لَهِيعَة د ت ق الْكَلَام فِيهِ كثير فَاش جرحا وتعديلا وَالْعَمَل على تَضْعِيف حَدِيثه سَاق الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمته كلَاما كثيرا وَمِنْه مَا قَالَه بن حبَان سبرت أخباره فِي رِوَايَة الْمُتَقَدِّمين والمتاخرين عَنهُ فَرَأَيْت التَّخْلِيط فِي رِوَايَة الْمُتَأَخِّرين مَوْجُودا وَأما الأَصْل لَهُ فِي رِوَايَة الْمُتَقَدِّمين كثيرا فَرَجَعت إِلَى الِاعْتِبَار فرأيته كَانَ يُدَلس عَن أَقوام ضعفاء على أَقوام رَآهُمْ بن لَهِيعَة ثِقَات فألزق تِلْكَ الموضوعات بهم فصريح هَذَا أَنه لَيْسَ هُوَ وَضعهَا لَكِن ذكر الذَّهَبِيّ فِي مِيزَانه حَدثنَا حَرْمَلَة ثَنَا بن وهب عَنهُ عَن عبيد الله بن أبي جَعْفَر عَن نَافِع عَن بن عمر رَضِي الله عَنْهُمَا أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ فِي مَرضه أَدْعُو أخي إِلَى أَن قَالَ فدعي لَهُ عَليّ فستره وأكب عَلَيْهِ فَلَمَّا خرج من عِنْده قيل لَهُ مَا قَالَ لَك قَالَ عَلمنِي ألف بَاب كل بَاب يفتح ألف بَاب قلت كَامِل صَدُوق قَالَ بن عدي لَعَلَّ الْبلَاء فِيهِ من بن لَهِيعَة فَإِنَّهُ مفرط فِي التَّشَيُّع انْتهى وَهَذَا يَقْتَضِي أَن يكون افتعله وَالله أعلم.
الكشف الحثيث1/160
4530 -عبد الله بن لهيعة بن عقبة الحضرمي [د، ت، ق] ، أبو عبد الرحمن قاضى مصر وعالمها، ويقال الغافقي.
أدرك الأعرج، وعمرو بن شعيب، والكبار.
قال ابن معين: ضعيف لا يحتج به.
الحميدي، عن يحيى بن سعيد - أنه كان لا يراه شيئا.
نعيم بن حماد، سمعت ابن مهدي يقول: ما أعتد بشئ سمعته من حديث ابن لهيعة إلا سماع ابن المبارك ونحوه.
ابن المديني، عن ابن مهدي، قال: لا أحمل عن ابن لهيعة شيئا.
وقد كتب إلى كتاباً فيه: حدثنا عمرو بن شعيب، فقرأته على ابن المبارك، فأخرجه ابن المبارك من كتابه.
قال أخبرني إسحاق بن أبي فروة عن عمرو بن شعيب.
قال يحيى بن بكير: احترق منزل ابن لهيعة وكتبه سنة سبعين ومائة.
وقال عثمان بن صالح: ما احترق كتبه، ما كتبت من كتاب عمارة بن غزية إلا من أصل ابن لهيعة بعد احتراق داره، غير أن بعض ما كان يقرأ منه احترق، ولا أعلم أحدا أخبر بسبب علة ابن لهيعة منى، أقبلت أنا وعثمان بن عتيق بعد الجمعة، فوافينا ابن لهيعة أمامنا على حمار، فأفلج وسقط، فبدر ابن عتيق إليه فأجلسه، وصرنا به إلى منزله، وكان ذلك أول سبب علته.
رواها العقيلي، حدثنا يحيى بن عثمان، عن أبيه.
وقال أحمد: كان ابن لهيعة كتب عن المثنى بن الصباح، عن عمرو بن شعيب، فكان بعد يحدث بها عن عمرو نفسه.
خالد بن خداش، قال: رأني ابن وهب لا أكتب حديث ابن لهيعة، فقال: إنى لست كغيري في ابن لهيعة، فاكتبها.
وقال لي في حديث عقبة بن عمرو: لو كان القرآن في إهاب ما مسته النار، ما رفعه لنا ابن لهيعة قط في أول عمره.
أحمد بن محمد الحضرمي، سألت ابن معين عن ابن لهيعة، فقال: ليس بقوي.
معاوية بن صالح، سمعت يحيى يقول: ابن لهيعة ضعيف.
قال يحيى بن سعيد: قال لي بشر بن السري: لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفا.
وقال ابن معين: هو ضعيف قبل أن تحترق كتبه وبعد احتراقها.
وقال الفلاس: من كتب عنه قبل احتراقها مثل ابن المبارك والمقرئ [فسماعه] (1) أصح.
وقال أبو زرعة: سماع الاوائل والاواخر منه سواء، إلا أن ابن المبارك، وابن وهب كانا يتبعان أصوله، وليس ممن يحتج به.
وقال النسائي: ضعيف.
وقال ابن وهب: كان / ابن لهيعة صادقا.
[72 / 3] وقال أبو حاتم: سمعت ابن أبي مريم يقول: حضرت ابن لهيعة في آخر عمره، وقوم بربر يقرءون عليه من حديث منصور، والأعمش، والعراقيين، فقلت له: يا أبا عبد الرحمن، ليس هذا من حديثك، قال: بلى، هذه أحاديث قد مرت على مسامعي.
فلم أكتب عنه بعدها، يقول: يكون قد رواها وجادة.
وقال أحمد بن زهير، عن يحيى: ليس حديثه بذاك القوى.
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: أمره مضطرب، يكتب حديثه للاعتبار.
وقال الجوزجاني: لا نور على حديثه، ولا ينبغي أن يحتج به.
وقال أبو سعيد بن يونس: قال النسائي يوما: ما أخرجت من حديث ابن لهيعة قط إلا حديثاً واحدا أخبرناه هلال بن العلاء، حدثنا معافى بن سليمان، عن موسى ابن أعين، عن عمرو بن الحارث، عن ابن لهيعة، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة ابن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: في الحج سجدتان.
وقال ابن وهب: حدثني الصادق البار - والله - عبد الله بن لهيعة.
وقال أحمد: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه! حدثني إسحاق بن عيسى أنه لقى ابن لهيعة سنة أربع وستين ومائة، وأن كتبه احترقت سنة تسع وستين.
وقال أحمد بن صالح: كان ابن لهيعة صحيح الكتاب طلابا للعلم.
وقال زيد ابن الحباب: سمعت سفيان يقول: كان عند ابن لهيعة الاصول وعندنا الفروع.
وقال أبو داود: سمعت أحمد يقول: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة.
وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول.
ما حديث ابن لهيعة بحجة، وإنى لاكتب كثيرا مما أكتب لاعتبر به ويقوى بعضه بعضا.
ميزان الاعتدال2/103 ايضاً راجع تهذيب التهيب2/43 الكامل في ضعفاء الرجال2/450