يكثر تداول حديث «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان» بين الناس في مواسم العبادة، خاصة عند دخول شهر رجب، على ألسنة الخطباء والوعاظ وفي وسائل التواصل. غير أن أهل الحديث قد تكلموا في إسناده وحكموا عليه بما يقتضيه منهجهم في التثبت من النقل عن رسول الله ﷺ. وفي هذا المقال نستعرض النص، ونبين حال رواته، وأقوال أئمة الجرح والتعديل فيه، مع الإشارة إلى ما قرره العلماء حول صحة الأحاديث الواردة في فضل رجب.

من مقالات السقيفة:

نقد التشيع في "كشف أسرار ألف عام" لعلي أكبر حكمي زاده

 الدولة الصفوية ومخططها الدموي

شبهة: حديث توسل آدم بالنبي ﷺ

حدثنا عبد الله حدثنا عبيد الله بن عمر عن زائدة بن أبي الرقاد عن زياد النميري عن أنس بن مالك قال: « كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبارك لنا في رمضان وكان يقول: ليلة الجمعة غراء ويومها أزهر».

 

فيه: زائدة بن أبي الرقاد.

قال أبو حاتم: يحدث عن زياد النُميري عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة، ولا ندري منه أو من زياد، ولا أعلم روى عن غير زياد فكنا نعتبر بحديث. وقال البخاري: «منكر الحديث». وقال أبو داود: «لا أعرف خبره». وقال النسائي: «لا أدري من هو». وقال الذهبي في ديوان الضعفاء: «ليس بحجة». وقال ابن حجر: « منكر الحديث».

 فيه: زياد بن عبد الله النُميري البصري

قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال أبو عبيد الآجري: سألت ابا داود عنه فضعفه. وقال ابن حبان في المجروحين: منكر الحديث، يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات، لا يجوز الاحتجاج به. وقال الدارقطني: ليس بالقوي. وقال ابن حجر: ضعيف.

قال الشيخ محمد الحوت البيروتي « ولم يصح في رجب حديث» كما قال ابن رجب, لكن العجلوني قال في (كشف الخفاء2/580):

وأقول: لكن منها أحاديث ضعيفة, وليس بموضوعة كما نبه على ذلك ابن حجر في (تبيين العجب فيما يتعلق برجب). (أسنى المطالب ص111)