من الأحاديث النبوية التي أثارت نقاشًا واسعًا بين المحدثين وأهل العلم قديماً وحديثاً، حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه حين كان رديف النبي ﷺ على حمار، فسأله النبي: «هل تدري أين تغرب هذه (الشمس)؟» فذكر ﷺ أنها تسجد تحت العرش حتى يؤذن لها بالخروج. هذا الحديث وردت به روايات في كتب السنة، كما جاءت له روايات مغايرة في مصادر الشيعة الإمامية، مما جعله ميدانًا للشبهات والجدل.

فبينما يطعن البعض في الحديث بدعوى مخالفته للعلم، يثبت أهل الحديث صحته من حيث الإسناد، ويبيّنون معناه بما يتفق مع نصوص القرآن الكريم، بعيدًا عن الفهم الحرفي السطحي 

مقالات السقيفة ذات الصلة:

الشيعة - النشأة، الفرق، الأصول والعقائد

نفي العصمة من أقوال الائمة

الائمة يستخدمون الولاية التكوينية للضرورة القصوى

حدثنا ‏‏عثمان بن أبي شيبة ‏وعبيد الله بن عمر بن ميسرة ‏المعنى ‏قالا حدثنا ‏يزيد بن هارون ‏عن ‏سفيان بن حسين ‏عن ‏ ‏الحكم بن عتيبة ‏عن‏ ‏إبراهيم التيمي ‏عن ‏أبيه ‏عن ‏أبي ذر ‏قال: «كنت ‏رديف ‏رسول الله e ‏وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال ‏ ‏فإنها تغرب في عين حامية تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش، فإذا حان وقت خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها، فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعي من حيث غبت».

رواه ابو داود وأحمد والحاكم وفيه سفيان بن الحسين متفق على وثاقته ولكن تكلموا في ضبطه.

قال يعقوب بن شيبة صدوق ثقة وفي حديثه ضعيف، وقال النسائي ليس به بأس إلا في الزهري، وقال عثمان بن أبي شيبة كان ثقة إلا أنه كان مضطربا في الحديث قليلا، وقال العجلي ثقة وقال بن سعد ثقة يخطىء في حديثه كثيرا، وقال أبو داود عن بن معين ليس بالحافظ.

(تهذيب التهذيب4/190).

هذا مع أن الحافظ قال «إسناده صحيح» (إتحاف الخيرة المهرة6/67).

مقالات السقيفة ذات الصلة:

شبهة (إسبال الثوب) في قوله (وثيابك فطهر)

تفسير قوله تعالى: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ بين الفهم اللغوي ومنهج أهل السنة

استدلال بعض المخالفين بآية: ﴿لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ﴾ على نفي رؤية الله تعالى 

فإذا كان مضطربا وضعيفا وسيء الحفظ فلا يقدم على روايات البخاري ومسلم اللذين رويا هذا الحديث من غير لفظة غروب الشمس فى عين حمئة البتة. فيكون مما تفرد به مما قد يكون اختلط عليه بالآية القرآنية: ﴿حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾.

 قال الرافضة عن هذا الحديث:

 «هذا الحديث يؤكد ان الشمس تسجد فى عين حمئة حقيقة، هذا الحديث ينافي العلم إذ يفيد ان الشمس تذهب وتغرب متحركة لتسجد تحت العرش».

قلت: ذكرتموني بقوله تعالى ﴿أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ﴾. أنسيتم أنكم تعتقدون أن الشمس كانت تكلم عليا بلسان فصيح؟!. فقد رويتم أن عليا كان يكلم الشمس فيقول لها «السلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع له. فردت عليه الشمس قائلة بلسان عربي فصيح: وعليك السلام يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيء عليم».

(بحار الأنوار41/180 كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 453 تحقيق محمد باقر الأنصاري الزنجاني).

وفي رواية: «وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه أشهد أنك عبد الله وأخو رسول الله حقا».

(الهداية الكبرى ص119 لحسين بن حمدان الخصيبي).

فكيف استسغتم تكلم الشمس ولم يحدث ذلك أي إشكال عندكم واستنكرتم أن تسجد لربها.

من كتب الشيعة:

وروي الصدوق رحمه الله بإسناده الى ابي ذر الغفاري قال كنت اخذا بيد النبي صلى الله عليه واله وسلم ونحن نتماشى جميعا فما ازلنا ننظر الى الشمس حتى غابت فقلت يا رسول الله اين تغيب قال في السماء ثم ترفع من سماء الى سماء حتى ترفع الى السابعة العليا حتى تكون تحت العرش فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول يارب من اين تامرني انا طلع من مغربي او من مطلعي فلذلك قوله عز وجل:

﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ

الانوار النعمانية للسيد الجزائري الجزء الاول صفحة 175

تنبيه الجزائري تعهد بنقل كل مايصح عن النبي في هذا الكتاب في مقدمة الكتاب: