يستغل بعض الرافضة روايات ضعيفة أو موضوعة منسوبة إلى أهل السنة، للطعن في مذهبهم والتشنيع عليهم، ومن ذلك حديث: «أبو بكر وعمر خير أهل السماوات والأرض». ويزعمون أن أهل السنة يغالون في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كما يغلون هم في علي وآل البيت. غير أن التحقيق العلمي يُثبت أن هذا الحديث موضوع لا يصح نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أهل السنة متفقون على بطلان هذا الغلو، ملتزمين بما ثبت سنده في فضل الشيخين، وأنهما خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم.
حديث: «أبو بكر وعمر خير أهل السماوات والأرض»، مبيّنًا مصادره وحكم المحدثين عليه
موضوع:
رواه ابن عدي في الكامل في الضعفاء (2/180) ومن طريقه ابن عساكر (44/195) وابن الجوزي في العلل المتناهية (1/193 رقم331) والخطيب في تاريخه (5/253) بأتم منه، وفيه جبرون بن واقد: متهم منكر، وحكم ابن عدي على الحديث أنه منكر، وأقره ابن عساكر وابن الجوزي، وحكم الذهبي على حديثه بالوضع وقال في الميزان بأنه موضوع، وأقره الحافظ ابن حجر في اللسان على ذلك. وله طريق آخر عند الديلمي في مسند الفردوس بسند مظلم من طريق يحيى بن السري وأبوه مجهول أما ابنه فثقة من طريق يحيى بن السري وأبوه مجهول أما ابنه فثقة. وحكم عليه الألباني بالوضع (سلسلة الضعيفة4/227-228 رقم1742).
مقالات السقيفة ذات صلة:
قول علي رضي الله عنه في اهل الجمل وصفين
خلاف علي وأهل الشام وتبرأ علي من قتل عثمان
شبهة أن ابن الزبير يتكلم مئة لغة
الشبهة:
قد يورد الرافضة هذا الحديث وأشباهَهُ للطعن في أهل السنة، ويقولون لهم: أنتم ترموننا بالغلو في عليٍّ وآل البيت، بينما تفضلون أنتم أبا بكر وعمر على جميع الخلق، بما فيهم الأنبياء والمرسلين!
ولكن هذا لم يثبت عندنا، وإنما نلتزم بما ثبت سنده فيهما وأنهما أفضل هذه الأمة بعد نبيها، كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتواتر عن علي رضي الله عنه، وعن غيره من أهل البيت:
حدثنا عبد الله حدثني أبو بحر عبد الواحد البصري ثنا أبو عوانة عن خالد بن علقمة عن عبد خير قال علي رضي الله عنه لما فرغ من أهل البصرة إن خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم أبو بكر وبعد أبي بكر عمر وأحدثنا أحداثا يصنع الله فيها ما شاء»
(حديث صحيح خالد وهو ابن عبد الله الواسطي سماعه من عطاء بعد الاختلاط، لكن تابع عطاءً حصينُ بنُ عبد الرحمن وهو ثقة- أنظر تخريج المحقق للرواية في مسند أحمد2/245و247 حديث رقم922 و926 وانظر833 إلى837).