من الأحاديث التي تداولها بعض الناس في فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حديث منسوب إلى النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: «إن الله يتجلى للخلائق عامة ولأبي بكر خاصة». ورغم ما يتضمنه من معنى يوهم بمكانة استثنائية، إلا أن أهل العلم أجمعوا على بطلانه، وعدّوه من الموضوعات المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهذا يبرز منهج المحدثين في النقد والتمحيص، حيث لم يمنعهم حب الصحابة وفضلهم من ردّ ما لم يثبت سنده.
حيث نتناول بالدراسة حديث «إن الله يتجلى للناس عامة ولأبي بكر خاصة» الذي ورد من طريق أنس رضي الله عنه، وقد رواه بنوس بن أحمد بن بنوس، وهو وضّاع كذّاب.
مقالات السقيفة ذات صلة:
قول علي رضي الله عنه في اهل الجمل وصفين
خلاف علي وأهل الشام وتبرأ علي من قتل عثمان
شبهة أن ابن الزبير يتكلم مئة لغة
قال الذهبي:
«وضع على أبي خليفة الجمحي»، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات، وكذلك الشوكاني في الفوائد المجموعة، والسيوطي في اللآلئ المصنوعة.
وقد اتفق أهل العلم على أنه حديث موضوع لا تحل نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم. ويبين المقال أن فضائل أبي بكر رضي الله عنه ثابتة بأحاديث صحيحة متواترة تغني عن مثل هذه المرويات المكذوبة، التي لا تزيد الحق إلا غموضًا.
أخبرنا عبد الأول بن عيسى أنبأنا عبد الله بن محمد الأنصاري أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم بن محمد وعبد الرحمن بن حمدان البصري قالا حدثنا بنوس بن أحمد بن بنوس حدثنا أبو خليفة الجمحي حدثنا أحمد بن المقدام العجلي حدثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس قال: (قال رسول الله لأبي بكر إن الله يتجلى للخلائق عامة ويتجلى لك خاصة).
موضوع: فيه بنوس بن أحمد بن بنوس: قال الذهبي وضع على أبي خليفة الجمحي» (ميزان الاعتدال1/353 لسان الميزان2/64 الفوائد المجموعة 330 باب فضائل أبي بكر اللالئ المصنوعة1/286).
3