تُعد فضائل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المسائل التي زخرت بها كتب السنة الصحيحة، حيث وردت في الصحيحين عشرات الأحاديث التي تبين مكانته وسبقه إلى الجنة، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بينما أنا نائم رأيتني على قصر، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانبه، فقلت: لمن هذا؟ قالوا: لعمر"، وغيرها من النصوص المتواترة. ومع ذلك، فقد تسربت بعض الروايات الموضوعة في فضله، ومنها حديث: "عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة"، الذي حكم عليه النقاد بالوضع.
حدثنا محمد قثنا الحسن بن عرفة قثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري عن عبد الرحمن بن زيد بن اسلم عن أبيه عن بن عمر قال قال رسول الله e «عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة».
مقالات السقيفة ذات صلة:
قول علي رضي الله عنه في اهل الجمل وصفين
خلاف علي وأهل الشام وتبرأ علي من قتل عثمان
شبهة أن ابن الزبير يتكلم مئة لغة
قال الشيخ الألباني «موضوع» (ضعيف الجامع رقم3806).
قال المناوي: «قال الهيثمي: فيه عبد الله بن إبراهيم بن أبي عمر الغفاري وهو ضعيف» (فيض القدير4/360). قلت: بل هو متهم متروك ومنسوب إلى الوضع. (أنظر تقريب التهذيب1/295). قال الحافظ «تكلموا فيه» (لسان الميزان3/60 الكاشف1/537). وكان أبو داود يحذر منه ويقول عنه «منكر الحديث» (تهذيب التهذيب1/218).
فائدة:
أهل السنة يستغنون بما ثبت في الصحيح من فضائل عمر وكذلك علي وسائر الصحابة عن مثل هذه الروايات الضعيفة والموضوعة.
وقد عرفنا أن فضيلة عمر وشهادته وسبقه إلى الجنة من خلال قدمه. وفي هذا نكاية للرافضة وإرغام لهم.
روى البخاري عن هشام بن عروة عن أبيه: «لما سقط عليهم الحائط في زمان الوليد بن عبد الملك أخذوا في بنائه فبدت لهم قدم ففزعوا وظنوا أنها قدم النبي e فما وجدوا أحدا يعلم ذلك حتى قال لهم عروة: لا والله ما هي قدم النبي e ما هي إلا قدم عمر رضي الله عنه»
(البخاري2/103 ح1390).
ولو كانت قدم عمر قد بلت وتحللت لما اشتبه عليهم الأمر لعلمهم بأن أجساد الأنبياء لا تبلى. فهي إرادة ربانية في أن عمر مات شهيدا وتقبل الله شهادته.
وأنا أشهد أن عمر مات شهيدا وأن جسده الآن كجسد الأنبياء لم يبل ولم يتحلل. فيلمت الرافضة كمدا.