من المعلوم عند أهل الإسلام أن القرآن الكريم والسنة النبوية هما المصدران الأساسيان للتشريع، وأن علي بن أبي طالب رضي الله عنه من أعظم الناس اتباعًا لكتاب الله ولسنة رسوله ﷺ. لكن الرافضة حاولوا إلصاق روايات باطلة به تزعم أنه اكتفى بالقرآن ورفض السنة، وهو ما يتعارض مع سيرته وأقواله المأثورة وإجماع الأمة على أنه من أحرص الصحابة على التمسك بالسنة والعمل بها. ومن هنا تبرز أهمية بيان حقيقة هذه الدعوى، وكشف التناقض الذي وقع فيه القوم من خلال كتبهم.
ولقد ورد في كتب الرافضة اكتفاء علي رضي الله عنه بالقران، فهل يقول أحد ان عليا رضي الله عنه لا يقبل بسنة النبي صلى الله عليه واله وسلم؟!!!.
مقالات السقيفة ذات صلة:
قول علي رضي الله عنه في اهل الجمل وصفين
خلاف علي وأهل الشام وتبرأ علي من قتل عثمان
شبهة أن ابن الزبير يتكلم مئة لغة
ففي الكافي:
" حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ والْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ زَكَرِيَّا النَّقَّاضِ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ النَّاسُ صَارُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) بِمَنْزِلَةِ مَنِ اتَّبَعَ هَارُونَ (عليه السلام) ومَنِ اتَّبَعَ الْعِجْلَ وإِنَّ أَبَا بَكْرٍ دَعَا فَأَبَى عَلِيٌّ (عليه السلام) إِلَّا الْقُرْآنَ وإِنَّ عُمَرَ دَعَا فَأَبَى عَلِيٌّ (عليه السلام) إِلَّا الْقُرْآنَ وإِنَّ عُثْمَانَ دَعَا فَأَبَى عَلِيٌّ (عليه السلام) إِلَّا الْقُرْآنَ وإِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَدْعُو إِلَى أَنْ يَخْرُجَ الدَّجَّالُ إِلَّا سَيَجِدُ مَنْ يُبَايِعُهُ ومَنْ رَفَعَ رَايَةَ ضَلَالَةٍ فَصَاحِبُهَا طَاغُوتٌ".
الكافي – الكليني – ج 8 ص 296 – 297
فنلاحظ ان عليا رضي الله عنه لا يقبل غير القرآن، فهل يقول الرافضة ان عليا رضي الله عنه يرفض السنة؟!!.
وقال محمد تقي المجلسي:
" وفي القوي، عن مرازم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن تبيان كل شي ء حتى والله ما ترك شيئا يحتاج إليه العباد حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا أنزل في القرآن إلا وقد أنزله الله فيه "
روضة المتقين – محمد تقي المجلسي - ج 12 ص 200
وهذه الرواية صريحة بان الله تعالى قد انزل في القران كل شيء.
وفي روضة المتقين ايضا:
" وفي الصحيح، عن هشام بن الحكم وغيره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خطب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمنى فقال: أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله "
روضة المتقين – محمد تقي المجلسي - ج 6 ص 35
ففي هذه الرواية قد جعل النبي صلى الله عليه واله وسلم القران ميزانا كافيا في قبول، او رد الروايات المنقولة عنه صلى الله عليه واله وسلم.