حديث أبي ذر رضي الله عنه في سؤال النبي ﷺ له: «هل تدري أين تغرب هذه؟» من الأحاديث التي شغلت حيزًا واسعًا في النقاش بين المحدثين وأهل البدع، لما تضمّنه من ذكر سجود الشمس لربها تحت العرش، ولفظة «تغرب في عين حامية» التي وردت في بعض الروايات. ورغم أن الحديث صححه بعض أهل العلم كالحافظ ابن حجر، إلا أن النقاد أشاروا إلى ضعف ضبط بعض الرواة كـسفيان بن حسين. وقد أُثير حول هذا الحديث اعتراض من الشيعة الإمامية الذين رأوا فيه تعارضًا مع الحقائق العلمية. غير أن العجيب أنهم في كتبهم يروون ما هو أشنع وأبعد عن العقل، مثل كلام الشمس لعلي رضي الله عنه بلسان فصيح، وإقرارها له بالوصاية! كما أنهم يروون أحاديث مشابهة لحديث أبي ذر تؤكد أن الشمس تسجد تحت العرش، وهو ما يثبت التناقض في مواقفهم.
هل تدري أين تغرب هذه (الشمس):
حدثنا عثمان بن أبي شيبة وعبيد الله بن عمر بن ميسرة المعنى قالا حدثنا يزيد بن هارون عن سفيان بن حسين عن الحكم بن عتيبة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر قال: «كنت رديف رسول الله e وهو على حمار والشمس عند غروبها فقال هل تدري أين تغرب هذه قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تغرب في عين حامية تنطلق حتى تخر ساجدة لربها تحت العرش، فإذا حان وقت خروجها أذن لها فتخرج فتطلع فإذا أراد الله أن يطلعها من حيث تغرب حبسها، فتقول يا رب إن مسيري بعيد فيقول لها اطلعى من حيث غبت».
مقالات السقيفة ذات الصلة: |
ضعف أسانيد تفسير "الشجرة الملعونة" إلى بني أمية الروحاني يقر بأن القرآن مخلوق!! |
رواه ابو داود واحمد والحاكم وفيه سفيان بن الحسين متفق على وثاقته ولكن تكلموا في ضبطه. قال يعقوب بن شيبة صدوق ثقة وفي حديثه ضعيف، وقال النسائي ليس به بأس إلا في الزهري، وقال عثمان بن أبي شيبة كان ثقة إلا أنه كان مضطربا في الحديث قليلا، وقال العجلي ثقة وقال بن سعد ثقة يخطىء في حديثه كثيرا، وقال أبو داود عن بن معين ليس بالحافظ.
(تهذيب التهذيب4/190).
هذا مع أن الحافظ قال «إسناده صحيح»
(إتحاف الخيرة المهرة6/67).
فإذا كان مضطربا وضعيفا وسيء الحفظ فلا يقدم على روايات البخاري ومسلم اللذين رويا هذا الحديث من غير لفظة غروب الشمس فى عين حمئة البتة. فيكون مما تفرد به مما قد يكون اختلط عليه بالآية القرآنية: ﴿حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة﴾.
قال الرافضة عن هذا الحديث:
«هذا الحديث يؤكد ان الشمس تسجد فى عين حمئة حقيقة، هذا الحديث ينافى العلم إذ يفيد ان الشمس تذهب وتغرب متحركة لتسجد تحت العرش».
قلت: ذكرتموني بقوله تعالى ﴿أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم﴾. أنسيتم أنكم تعتقدون أن الشمس كانت تكلم عليا بلسان فصيح؟! فقد رويتم أن عليا كان يكلم الشمس فيقول لها «السلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع له. فردت عليه الشمس قائلة بلسان عربي فصيح: وعليك السلام يا أول يا آخر يا ظاهر يا باطن يا من هو بكل شيء عليم»
(بحار الأنوار41/180 كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 453 تحقيق محمد باقر الأنصاري الزنجاني).
وفي رواية: «وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه أشهد أنك عبد الله وأخو رسول الله حقا»
(الهداية الكبرى ص119 لحسين بن حمدان الخصيبي).
فكيف استسغتم تكلم الشمس ولم يحدث ذلك أي إشكال عندكم واستنكرتم أن تسجد لربها.
من كتب الشيعة:
وروي الصدوق رحمه الله بإسناده الى ابي ذر الغفاري قال كنت اخذا بيد النبي صلى الله عليه واله وسلم ونحن نتماشي جميعا فما ازلنا ننظر الى الشمس حتى غابت فقلت يا رسول الله اين تغيب قال في السماء ثم ترفع من سماء الى سماء حتى ترفع الى السابعة العليا حتى تكون تحت العرش فتخر ساجدة فتسجد معها الملائكة الموكلون بها ثم تقول يا رب من اين تامرني انا طلع من مغربي او من مطلعي فلذلك قوله عز وجل:
﴿والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ﴾
الانوار النعمانية للسيد الجزائري الجزء الاول صفحة 175
تنبيه الجزائري تعهد بنقل كل مايصح عن النبي في هذا الكتاب في مقدمة الكتاب