شذوذات عند الخميني

تُعَدّ شخصيةُ الخميني من أكثر الشخصيات إثارةً للجدل في التاريخ الحديث، ليس فقط بسبب دوره السياسي في الثورة الإيرانية، وإنَّما أيضاً بسبب ما تركه من فتاوى وآراء غريبة وشاذَّة عن الإسلام ومناقضة للعقيدة الصحيحة. فقد صدرت عنه تصريحات وفتاوى صادمة تضمَّنت إباحة ما حرَّمه الله عز وجل، والتجاوز على حدود الشريعة، ممَّا أثار موجةً من الاستنكار العارم في العالم الإسلامي، ودفع العلماء والهيئات الشرعية إلى إصدار بيانات واضحة تُبيِّن خطورة هذه الانحرافات العقدية والفقهية. ومن هنا تأتي أهميَّة كشف هذه الانحرافات وإبراز مواقف العلماء منها، ليكون القارئ على بيِّنة من خطورة مثل هذه المقولات على العقيدة والأخلاق والدين.

أقوال الخميني الشاذَّة:

قال الخميني:

1-  «ماءُ الاستنجاء سواء كان من البول أو الغائط طاهر».

2-   «صلاةُ الجنازة تصح من الجُنب».

3-   «المشهور والأقوى جواز وطء الزوجة دُبُراً» أي اللواط بها.

4- «لا يجوز وطء الزوجة قبل إكمال تسع سنين، وأمَّا سائر الاستمتاعات كاللَّمس بشهوة والضَّمِّ والتَّفخيذ فلا بأس بها حتَّى في الرَّضيعة». 

5-«لا يجوز نكاح بنت الأخ على العَمَّة وبنت الأخت على الخالة إلا بإذنهما. ويجوز نكاح العمَّة والخالة على بنتي الأخ والأخت».

6-    في المتعة: «يجوز التمتُّع بالزَّانية»، «يجوز أن يشترط عليها وعليه الإتيان ليلاً أو نهاراً، وأن يشترط المرَّة والمرَّات مع تعيين المدَّة بالزَّمان».

من كتاب تحرير الوسيلة، جـ2، ص 241 – 291.

وهذا غيضٌ من فيض من أقوال الهالك الخميني، نقلتُها لكم معزوّة بالجزء والصفحة من كتبه التي ملأت الأسواق، والتي حوت الكفر الصريح والرِّدَّة عن الإسلام والعياذ بالله. وللاستزادة فليراجع كتاب الخميني والثورة الإيرانية للشيخ سعيد الحوّى، وكتاب وجاء دور المجوس للشيخ محمد سرور.

هذا لمن كان له قلبٌ سليم وعقلٌ واعٍ يُدرك حقيقة الأمور، أمَّا من طُبع على قلبه وختم الله على بصره فليس هناك أي فائدة من ذكر هذا الكلام له، فهو يتلقَّى من أئمته وقد جعلوه أصمَّ الأذن، أعمى البصر والبصيرة إلا بكلامهم، والقول ما قالوه، والرأي ما رأوه وأفتوا به.

موقف العلماء:

لقد أثارت تصريحات الخميني التي ذكرتُها آنفاً موجة غضبٍ واستنكارٍ في صفوف المسلمين وأوساطهم، وأعلنوا أنَّها تصريحات غريبة ومناقضة لأصل العقيدة الإسلامية ولروح الإسلام والسنَّة النبوية الشريفة.

وقالت هذه الأوساط عبر فتاوى وبيانات:

 إنَّ ما جاء في أقوال الخميني، يُعد خرقاً فظيعاً لمبادئ الإسلام، وطعناً في شخص الرسول الكريم محمد ﷺ، الذي جاء مصلحاً وهادياً للبشرية ومنقذاً لها.

وقد أكَّدت هذه الأوساط أنَّ ما قاله الخميني يعد خروجاً على كل ما قرَّرته العقيدة الإسلامية، وأجمع عليه المسلمون في شخص الرسول الكريم محمد ﷺ، حيث قال الله تعالى:

﴿وَمَا أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَة لِّلۡعَٰلَمِينَ [الأنبياء: 107].

وقال سبحانه: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينا [المائدة: 3].

وقال ﷺ: «تَرَكْتُكُمْ على المَحَجَّةِ البَيْضَاءِ، لَيْلُها كَنَهَارِها لا يَزِيغُ عَنْها بَعْدِي إلَّا هَالِكٌ» (رواه أحمد [17145]، وابن ماجه [43]، وصححه الألباني).

بيان رابطة العالم الإسلامي

أوَّلاً: استنكرت رابطة العالم الإسلامي بشدَّة تصريحات الخميني حول ما أسماه بظهور المهدي المنتظر لتحقيق ما عجز عنه الأنبياء. وقال بيان أصدرته الرابطة بهذا الشأن، نُشر في جريدة أخبار العالم الإسلامي بتاريخ 9 رمضان 1400هـ:

«إنَّ العبارات التي وردت في كلمة وجَّهها الخميني يوم 15 شعبان الماضي، وأذاعها راديو طهران، تُعارض معارضةً صريحة العقيدة الإسلامية ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف، وتحوي مناقضةً صريحة للإسلام وما جاء به القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهرة، وما أجمعت عليه أمة المسلمين وعلماؤها».

وذكرت الرابطة أنَّ تكذيباً أو نفياً لهذه التصريحات لم يصدر من طهران، على الرغم مما تحويه من إنكار لتعاليم الكتاب والسنَّة وإجماع الأمة على أنَّ نبينا ﷺ هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو المصلح الأعظم للبشرية جمعاء، حيث أرسل بأكمل الرسالات وأتمَّها، كما قال تعالى:

﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينا [المائدة: 3].

واختتمت الرابطة بيانها داعية الله تعالى أن يُجنِّب المسلمين مزالق الفتن ما ظهر منها وما بطن، ويُلهمهم سبيل الرشد، وأن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.