لم يكن الإمام الخميني مجرد زعيم سياسي قاد الثورة الإيرانية سنة 1979، بل قدم نفسه على أنه مرجع ديني ومفكر عقائدي يحمل مشروعاً يتجاوز حدود السياسة إلى العقيدة والفكر الديني.
وقد ارتبط اسمه بجملة من الآراء التي أثارت الجدل الشديد في الأوساط الإسلامية، سواء بين مؤيديه الذين نظروا إليه كرجل استثنائي في تاريخ الشيعة، أو بين معارضيه الذين كشفوا عن بدع وضلالات وخطابات تحمل تطاولاً على مقام الأنبياء والرسل، وفي مقدمتهم خاتم النبيين محمد ﷺ.
نسلط الضوء على أبرز العقائد المنحرفة التي طرحها الخميني في خطبه وكتبه، مع الاستشهاد بكلامه المسجل والمطبوع، إضافة إلى عرض موقف العلماء من أقواله، وعلى رأسهم الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله، الذي أصدر فتوى صريحة بكفر هذه المقولات ومناقضتها للإسلام جملة وتفصيلاً. ومن هنا تنبع أهمية دراسة هذا الفكر، لتبصير القارئ بحقيقته، وإيضاح خطورته على عقيدة المسلمين.
كانت لي قراءة متأنية لما كتبه خميني عن فكره وآرائه، وما خطه عنه محبوه، وما سطره معارضوه.
مقالات السقيفة ذات صلة: |
§ تحريف القرآن في معتقدات بعض علماء الشيعة § تحريف القرآن من العلماء الشيعة المتأخرين والمعاصرين |
وبعد القراءة والتأمل خرجت بالنتيجة التالية:
أن للخميني بدعاً وضلالات كثيرة، كما أحيطت شخصيته بدعاوى ومظاهر لا صلة لها بالإسلام.
وليس في المستطاع فضح كل هذه البدع في هذه العجالة، ويكفي أن نشير إلى تلك المفتريات التي تجعل القارئ والمتابع يتساءل باستغراب: ما حقيقة هذا الرجل؟ وما حقيقة دعوته؟ وهل هو يرتبط بالإسلام أصلاً؟
[تطاول خميني على الأنبياء والرسل]:
إن المتابع لفكر خميني وتصريحاته وخطبه، يدرك بسهولة أبعاد نواياه الباطنية ويلمس دون شك أغراضه التي تتلخص في تكوين هالة من القداسة الكهنوتية المزعومة حول شخصه. وهو مقتنع بأن ما قام به يبلغ مستوى الرسالات السماوية، وأنه يعد العدة لاستقبال المهدي المنتظر، ثم هو موقن بأنه نائب المهدي على الأقل، له ما للمهدي من منزلة وقداسة.
ونشير هنا إلى جانب من خطبه المسجلة، والتي سمعها العالم، وحفظتها الصحف العالمية.
كما يلي:
خطاب الخميني بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي:
"لقد جاء الأنبياء جميعاً من أجل إرساء قواعد العدالة في العالم، لكنهم لم ينجحوا، حتى النبي محمد خاتم الأنبياء الذي جاء لإصلاح البشرية، وتنفيذ العدالة، وتربية البشر لم ينجح في ذلك. وأن الشخص الذي سينجح في ذلك ويرسي قواعد العدالة في جميع أنحاء العالم في جميع مراتب إنسانية الإنسان وتقويم الانحرافات هو المهدي المنتظر… فالإمام المهدي الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً من أجل البشرية، سيعمل على نشر العدالة في جميع أنحاء العالم، وسينجح فيما أخفق في تحقيقه الأنبياء…"
الخميني في خطاب بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي في 15 / 8 / 1400
[تأمل أيها القارئ اللبيب هذه المقولات، وقل لي رأيك.]
[فتوى الألباني في الخميني وأقواله]:
قال الشيخ الألباني رحمه الله – منقولة من أحد المواقع الإسلامية –:
"بسم الله الرحمن الرحيم، فقد وقفت على الأقوال الخمسة التي نقلتموها عن كتب المسمى (روح الله الخميني) راغبين مني بيان حكمي فيها، وفي قائلها، فأقول وبالله تعالى وحده أستعين: إن كل قول من تلك الأقوال الخمسة كفر بواح، وشرك صراح، لمخالفته للقرآن الكريم، والسنة المطهرة، وإجماع الأمة، وما هو معلوم من الدين بالضرورة.
ولذلك فكل من قال بها معتقداً ولو ببعض ما فيها، فهو مشرك كافر، وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم واستشهد بالآية الكريمة:
﴿وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ ٱلْهُدَىٰ وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ ٱلْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ وَنُصْلِهِۦ جَهَنَّمَ وَسَآءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 115].
وقال أيضاً:
"إن عجبي لا يكاد ينتهي من أناس يدعون أنهم من أهل السنة والجماعة، يتعاونون مع (الخمينيين) في الدعوة إلى إقامة دولتهم، والتمكين لها في أرض المسلمين، جاهلين أو متجاهلين عما فيها من الكفر والضلال، والفساد في الأرض: ﴿وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلْفَسَادَ﴾ [البقرة: 205]."
فإن كان عذرهم جهلهم بعقائدهم، وزعمهم أن الخلاف بيننا وبينهم إنما هو خلاف في الفروع وليس في الأصول، فما هو عذرهم بعد أن نشروا كتيبهم: (الحكومة الإسلامية) وطبعوه عدة طبعات، ونشروه في العالم الإسلامي، وفيه من الكفريات ما جاء نقل بعضها عنه في السؤال الأول، مما يكفي أن يتعلم الجاهل ويستيقظ الغافل، هذا مع كون الكتيب كتاب دعاية وسياسة، والمفروض في مثله أن لا يذكر فيه من العقائد ما هو كفر جلي عند المدعوين، ومع كون الشيعة يتدينون بالتقية التي تجيز لهم أن يقولوا ويكتبوا ما لا يعتقدونه، كما قال عز وجل في بعض أسلافهم ﴿يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ﴾ [الفتح: 11].
حتى قرأت لبعض المعاصرين منهم قوله وهو يسرد المحرمات في الصلاة: (والقبض فيها إلا تقيّة)، يعني وضع اليمين على الشمال في الصلاة.
ومع ذلك كله فقد ﴿قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ﴾ [التوبة: 74] في كتيّبهم، مصداق قوله تعالى في أمثالهم: ﴿وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ﴾ [محمد: 29]، ﴿وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ﴾ [آل عمران: 118]
ثم ختم محذراً المسلمين جميعاً بقوله تعالى:
﴿يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البغضاء مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ ٱلْـَٔايَـٰتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118].
[مواصلة تطاول الخميني]:
استمر خميني في تطاوله على الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام وخاصة خاتمهم محمد ﷺ فقال أيضاً في خطبته المذكورة:
"إن السبب الذي أطال سبحانه وتعالى من أجله عمر المهدي عليه السلام، هو أنه لم يكن بين البشر من يستطيع القيام بمثل هذا العمل الكبير، حتى الأنبياء وأجداد الإمام المهدي عليه السلام لم ينجحوا في تحقيق ما جاءوا من أجله…"
خطبة الخميني التي ألقاها بمناسبة ذكرى مولد الإمام المهدي في 15 \ 8 \ 1400
وقال أيضاً:
"ولو كان الإمام المهدي عليه السلام قد التحق إلى جوار ربه، لما كان هناك أحد بين البشر لإرساء العدالة وتنفيذها في العالم… فالإمام المهدي المنتظر عليه السلام، قد أبقي ذخراً لمثل هذا الأمر، ولذلك فإن عيد ميلاده – أرواحنا فداه – أكبر أعياد المسلمين، وأكبر عيد لأبناء البشرية، لأنه سيملأ الأرض عدلاً وقسطاً…"
ثم يضيف:
"إن ميلاد الإمام المهدي عيد كبير بالنسبة للمسلمين، يعتبر أكبر من عيد ميلاد النبي محمد، ولذلك علينا أن نعد أنفسنا من أجل مجيء الإمام المهدي عليه السلام…"
إن ميلاد الإمام المهدي عيد كبير بالنسبة للمسلمين، يعتبر أكبر من عيد ميلاد النبي محمد ولذلك علينا أن نعد أنفسنا من أجل مجيء الإمام المهدي عليه السلام …
إنني لا أتمكن من تسميته بالزعيم، لأنه أكبر وأرفع من ذلك، ولا أتمكن من تسميته بالرجل الأول، لأنه لا يوجد أحد بعده وليس له ثان، ولذلك لا أستطيع وصفه بأي كلام سوى المهدي المنتظر الموعود، وهو الذي أبقاه الله سبحانه وتعالى ذخراً للبشرية، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لرؤياه في حالة توفيقنا بهذا الأمر، ونكون مرفوعي الرأس …
على جميع الأجهزة في بلادنا … ونأمل أن تتوسع في سائر الدول، أن تهيئ نفسها من أجل ظهور الإمام المهدي عليه السلام وتستعد لزيارته ….".
[أيها القارئ]:
هل نظرت إلى احترام خميني للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام؟
هل تأملت كيف يرى أن ميلاد المهدي أكبر من ميلاد النبي محمد ﷺ؟
[أترك الإجابة للقارئ النبيه.]