التقية عند الأنبياء والأوصياء في روايات الشيعة:
تُعَدّ عقيدة "التقيّة" من أبرز المعتقدات التي يتمسّك بها الشيعة الإمامية، ويجعلونها ركناً أساسياً في مذهبهم، حتى نُقِل عن بعض أئمتهم القول بأن الدين كله تقيّة. وقد توسّعوا في معناها حتى تجاوزت حدودها الطبيعية، فجعلوها أصلاً يعلّلون به ما لا يجدون له جواباً من تناقضات رواياتهم أو اضطراب أقوال أئمتهم. ومن أعجب ما نُسِب إليهم ما ورد عن الإمام الباقر – كما يروونه – أنه قال:
«أوَما علمتَ أن أنبياء الله وأوصياءهم في تقيّة إلى وقتنا هذا؟!».
هذا النص يُظهِر كيف حاولت كتب الشيعة أن تجعل "التقية" شاملة حتى للأنبياء والمرسلين وأوصيائهم، وهو ما يثير إشكالات كبيرة تتعلق بصدق الرسالة ووظيفة الأنبياء في البلاغ المبين.
مختارات من السقيفة |
الشيعة الإمامية تخرج النبي صلى الله عليه واله وسلم من الائمة قراءة القرآن في الحمام بين الجواز والضوابط |
نص الرواية
جاء عن الإمام الباقر عند الشيعة قوله:
«أوما علمت أن أنبياء الله وأوصياءهم في تقية إلى وقتنا هذا[1]؟!».
وهذا النص يُتخذ عندهم دليلاً على أن التقية لم تقتصر على أتباعهم فقط، بل شملت حتى الأنبياء السابقين وأوصياءهم، في محاولة لإيجاد جذر تاريخي وفكري لهذه العقيدة.
خطورة نسبة التقية للأنبياء
إدخال عقيدة التقيّة في حياة الأنبياء وأوصيائهم يُسقط الثقة بالوحي نفسه، ويفتح الباب أمام التشكيك في صدق الرسالة. فكيف يُؤمر الناس باتباع نبي لا يصدع بالحق ولا يبيّن الشرع إلا في الخفاء؟! وهذا يتنافى مع حكمة البعثة الإلهية التي تهدف إلى إقامة الحجة على الخلق وقطع أعذارهم.
الخلاصة
رواية الباقر التي تقول بأن الأنبياء وأوصياءهم في تقيّة، تمثل نموذجاً واضحاً على الغلو في ترسيخ هذا المبدأ عند الشيعة. فهي لا تنسجم مع القرآن ولا مع وظيفة الأنبياء، وإنما جاءت لتبرير اضطراب المرويات وتناقض الأقوال التي نُسِبت إلى أئمتهم.
[1] كتاب الأربعين، للماحوزي (135).