تُعَدّ قضية المهدي المنتظر من أكثر القضايا إثارةً للجدل بين أهل السُنة والجماعة من جهة، والإمامية الإثني عشرية من جهة أخرى. فبينما يعتقد أهل السُنة بظهور المهدي في آخر الزمان وفق ما تواتر من الأحاديث الصحيحة، يذهب الإمامية إلى القول بولادة "محمد بن الحسن العسكري" وغيابه في السرداب منذ القرن الثالث الهجري. ولما عجزوا عن إثبات ولادته من مصادرهم المعتبرة، لجؤوا إلى كتب علماء أهل السُنة بحثًا عما يمكن أن يدعم دعواهم، فقاموا ببتر النصوص، وتحريف النقول، ونسبة الأقوال إلى أئمة لم يصرّحوا بها. ومن أبرز هؤلاء العلماء الذين نُسب إليهم القول بولادة مهدي الشيعة: سبط ابن الجوزي، الكنجي، ابن صباغ، القندوزي، بل حتى ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة. ومن هنا تأتي أهمية هذا المقال، الذي يهدف إلى بيان حقيقة موقف ابن حجر الهيثمي رحمه الله، وتوضيح النصوص الكاملة من مؤلفاته بعيدًا عن التزوير والتحريف، وإظهار أن المهدي عنده هو الموعود آخر الزمان لا كما يدّعي الرافضة.
إن الإمامية الإثني عشرية عندما عجزوا أن يثبتوا ولادة مهديهم من كتبهم لجؤوا إلى كتب أهل السنة والجماعة لعلهم يجدوا ضالتهم فيها، فبتروا كلام بعض العلماء ولفّقوا علماء آخرين من الشيعة ونسبوهم إلى أهل السنة، من بينهم:
◘ (654 سبط بن الجوزي)
◘ (658 الكنجي)
◘ (855 ابن صباغ)
◘ (1294 القندوزي)
◘ وغيرهم الكثير.
مختارات من السقيفة |
الشيعة الإمامية تخرج النبي صلى الله عليه واله وسلم من الائمة قراءة القرآن في الحمام بين الجواز والضوابط |
ومن بين العلماء الذين نسبوا إليهم القول بولادة مهدي الإثني عشرية (974 ابن حجر الهيتمي) وهو عالم أشعري العقيدة، شافعي المذهب، صوفي الطريقة.
ورغم أن ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى كان يخالف المنهج السلفي في العقيدة، وهو ليس حجة علينا، إلا أن الرجل رحمه الله كان من المنافحين المدافعين عن الصحابة رضوان الله عنهم، وذلك في كتابه الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة.
وبما أن ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى ذبّ عن الصحابة رضوان الله عليهم ودافع عنهم ورد على الإمامية، فمن باب الإنصاف والعدل أن نبيّن ما كُذب عليه النقل المحرّف من قبل الإمامية
ينقل الإمامية الإثني عشرية عن ابن حجر الهيثمي في كتابه الصواعق المحرقة:
الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة لابن حجر الهيثمي (974 هـ) صفحة 124 ط. مصر
((ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر، قيل: لأنه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب، ومر في الآية الثانية عشر قول الرافضة فيه أنه المهدي، وروي ذلك مبسوطًا فراجعه فإنه مهم)).
الرد وبيان النص الكامل أقول:
إن هذا بتر لكلام ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى.
وهذا كلامه الكامل من دون بتر، حيث يقول:
((إلى أن مات بسر من رأى، ودفن عند أبيه وعمه، وعمره ثمان وعشرون سنة، ويقال إنه سُمّ أيضًا، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن آتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر، قيل: لأنه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب، ومر في الآية الثانية عشر قول الرافضة فيه أنه المهدي، وروي ذلك مبسوطًا فراجعه فإنه مهم)).
يتبين منه:
1) أن ابن حجر الهيثمي لا يقر بولادة مهدي الإثني عشرية، بل ينقل أقوالًا فقط لا غير.
2) لا يسلم لهم أنه هو المهدي، بل يقول: إنه قول الرافضة.
3) أنه طلب ممن يريد التوسع أن يرجع إلى (الآية الثانية عشر) فإنه مهم.
كلام ابن حجر الهيثمي في المهدي والرد على مزاعم الإثني عشرية الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي (974 هـ)، صفحة 225، الباب 11 في فضائل أهل البيت، الفصل الأول في الآيات الواردة فيهم:
مقالات السقيفة ذات صلة |
الروايات الصحيحة في كتب أهل السنة والجماعة عن المهدي مع نزول عيسى أحاديث نزول عيسى وصلاته وخروج المهدي شبهة حديث: المهدي خير من ابي بكر وعمر |
الآية الثانية عشرة قوله تعالى: ﴿وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ﴾ [الزخرف: 61].
قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسرين:
إن هذه الآية نزلت في المهدي.
وستأتي الأحاديث المصرحة بأنه من أهل البيت النبوي، وحينئذ ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة رضي الله عنهما، وأن الله ليخرج منهما كثيرًا طيبًا، وأن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة...
(ثم ساق رحمه الله جملة طويلة من الأحاديث والأسانيد في فضل نسل علي وفاطمة رضي الله عنهما، وبيّن أن فيهم الخير والبركة، وأن المهدي من نسلهم كما ورد في الصحيحين والسنن، وذكر الخلافات، وأثبت أن المهدي حق ثابت في آخر الزمان، ولكنه ليس محمد بن الحسن العسكري الذي يزعم الرافضة أنه غاب في السرداب).
◘ أخرج ابن ماجه: «بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِذْ أَقْبَلَ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ، فَلَمَّا رَآهُمُ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ وَتَغَيَّرَ لَوْنُهُ.
◘ قَالَ: فَقُلْتُ: مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ.
◘ فَقَالَ: إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا، وَإِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ بَعْدِي بَلَاءً شَدِيدًا وَتَطْرِيدًا، حَتَّى يَأْتِيَ قَوْمٌ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَعَهُمْ رَايَاتٌ سُودٌ، فَيَسْأَلُونَ الْخَيْرَ فَلَا يُعْطَوْنَهُ، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ، فَيُعْطَوْنَ مَا سَأَلُوا فَلَا يَقْبَلُونَهُ، حَتَّى يَدْفَعُوهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَيَمْلَؤُهَا قِسْطًا كَمَا مَلَئُوهَا جَوْرًا، فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَلْيَأْتِهِمْ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ».
وفي سنده من هو سيئ الحفظ مع اختلاطه في آخر عمره.
وأخرج أحمد عن ثوبان مرفوعًا:
«إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ خُرَاسَانَ فَأْتُوهَا وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ، فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللَّهِ الْمَهْدِيَّ».
وفي سنده مُضَعَّفٌ له مناكير، وإنما أخرج له مسلم متابعةً.
ولا حجة في هذا والذي قبله -لو فُرض أنهما صحيحان- لمن زعم أن المهدي ثالث خلفاء بني العباس.
وأخرج نصير بن حماد مرفوعًا:
«هُوَ رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي، يُقَاتِلُ عَنْ سُنَّتِي كَمَا قَاتَلْتُ أَنَا عَلَى الْوَحْيِ».
◘ وأخرج أبو نعيم: «لَيَبْعَثَنَّ اللَّهُ رَجُلًا مِنْ عِتْرَتِي، أَفْرَقَ الثَّنَايَا، أَجْلَى الْجَبْهَةِ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا، يَفِيضُ الْمَالُ فَيْضًا».
◘ وأخرج الروياني والطبراني وغيرهما: «الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِي، وَجْهُهُ كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ، اللَّوْنُ لَوْنٌ عَرَبِيٌّ، وَالْجِسْمُ جِسْمٌ إِسْرَائِيلِيٌّ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا، يَرْضَى لِخِلَافَتِهِ أَهْلُ السَّمَاءِ وَأَهْلُ الْأَرْضِ وَالطَّيْرُ فِي الْجَوِّ، يَمْلِكُ عِشْرِينَ سَنَةً».
◘ وأخرج الطبراني مرفوعًا: «يَلْتَفِتُ الْمَهْدِيُّ وَقَدْ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ كَأَنَّمَا يَقْطُرُ مِنْ شَعْرِهِ الْمَاءُ، فَيَقُولُ الْمَهْدِيُّ: تَقَدَّمْ فَصَلِّ بِالنَّاسِ. فَيَقُولُ عِيسَى: إِنَّمَا أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ لَكَ.
فَيُصَلِّي خَلْفَ رَجُلٍ مِنْ وَلَدِي...» الحديث. وفي صحيح ابن حبان في إمامة المهدي نحوه.
وصح مرفوعًا: «يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقُولُ أَمِيرُهُمُ الْمَهْدِيُّ: تَعَالَ صَلِّ بِنَا فَيَقُولُ: لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ أَئِمَّةٌ عَلَى بَعْضٍ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ».
وأخرج ابن ماجه والحاكم أنه قال:
«لَا يَزْدَادُ الْأَمْرُ إِلَّا شِدَّةً، وَلَا الدُّنْيَا إِلَّا إِدْبَارًا، وَلَا النَّاسُ إِلَّا شُحًّا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ النَّاسِ، وَلَا مَهْدِيَّ إِلَّا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ».
◘ أي: لا مهدي على الحقيقة سواه لوضعه الجزية وإهلاكه الملل المخالفة لملتنا كما صحت به الأحاديث، أو لا مهدي معصومًا إلا هو.
ولقد قال إبراهيم بن ميسرة لطاووس: "عمر بن عبد العزيز المهدي؟" قال: "لا، إنه لم يستكمل العدل كله".
◘ أي: فهو من جملة المهديين وليس الموعود به آخر الزمان.
وقد صرح أحمد وغيره بأنه من المهديين المذكورين في قوله: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي».
ثم إن تأويل حديث "لا مهدي إلا عيسى" إنما هو على تقدير ثبوته، وإلا فقد قال الحاكم: "أوردته تعجبًا لا محتجًا به".
◘ وقال البيهقي: "تفرد به محمد بن خالد".
◘ وقد قال الحاكم: "إنه مجهول"، واختُلف عنه في إسناده.
◘ وصرح النسائي بأنه منكر.
وجزم غيره من الحفاظ بأن الأحاديث التي قبله -أي الناصة على أن المهدي من ولد فاطمة- أصح إسنادًا.
وأخرج ابن عساكر عن علي:
«إِذَا قَامَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ جَمَعَ اللَّهُ أَهْلَ الْمَشْرِقِ وَأَهْلَ الْمَغْرِبِ، فَأَمَّا الرُّفَقَاءُ فَمِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ، وَأَمَّا الْأَبْدَالُ فَمِنْ أَهْلِ الشَّامِ».
◘ وصح أنه قال: «يَكُونُ اخْتِلَافٌ عِنْدَ مَوْتِ خَلِيفَةٍ، فَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ هَارِبًا إِلَى مَكَّةَ، فَيَأْتِيهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ فَيُخْرِجُونَهُ وَهُوَ كَارِهٌ، فَيُبَايِعُونَهُ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ، وَيُبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثٌ مِنَ الشَّامِ فَيُخْسَفُ بِهِمْ بِالْبَيْدَاءِ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ، فَإِذَا رَأَى النَّاسُ ذَلِكَ أَتَاهُ أَبْدَالُ أَهْلِ الشَّامِ وَعَصَائِبُ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَيُبَايِعُونَهُ، ثُمَّ يَنْشَأُ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ أَخْوَالُهُ كَلْبٌ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِمْ بَعْثًا فَيَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ، وَذَلِكَ بَعْثُ كَلْبٍ، وَالْخَيْبَةُ لِمَنْ لَمْ يَشْهَدْ غَنِيمَةَ كَلْبٍ، فَيَقْسِمُ الْمَالَ وَيَعْمَلُ فِي النَّاسِ بِسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ، وَيُلْقِي الْإِسْلَامُ بِجِرَانِهِ إِلَى الْأَرْضِ».
وأخرج الطبراني أنه قال لفاطمة:
«نَبِيُّنَا خَيْرُ الْأَنْبِيَاءِ وَهُوَ أَبُوكِ، وَشَهِيدُنَا خَيْرُ الشُّهَدَاءِ وَهُوَ عَمُّ أَبِيكِ حَمْزَةُ، وَمِنَّا مَنْ لَهُ جَنَاحَانِ يَطِيرُ بِهِمَا فِي الْجَنَّةِ حَيْثُ شَاءَ وَهُوَ ابْنُ عَمِّ أَبِيكِ جَعْفَرٌ، وَمِنَّا سِبْطَا هَذِهِ الْأُمَّةِ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَهُمَا ابْنَاكِ -والمراد أنه يتشعب منهما قبيلتان ويكون من نسلهما خلق كثير- وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ».
◘ وأخرج ابن ماجه أنه قال: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ وَاحِدٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَمْلِكَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يَمْلِكُ جَبَلَ الدَّيْلَمِ وَالْقُسْطَنْطِينِيَّةَ».
◘ وصح عند الحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما: «مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَرْبَعَةٌ: مِنَّا السَّفَّاحُ، وَمِنَّا الْمُنْذِرُ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ، وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ».
فإن أراد بأهل البيت ما يشمل جميع بني هاشم، ويكون الثلاثة الأول من نسل العباس والأخير من نسل فاطمة، فلا إشكال فيه.
وإن أراد أن هؤلاء الأربعة من نسل العباس، أمكن حمل "المهدي" في كلامه على ثالث خلفاء بني العباس؛ لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز في بني أمية لما أوتيه من العدل التام والسيرة الحسنة، ولأنه جاء في الحديث الصحيح أن اسم المهدي يوافق اسم النبي واسم أبيه اسم أبيه، والمهدي هذا كذلك لأنه محمد بن عبد الله المنصور.
◘ ويؤيد ذلك خبر ابن عدي: «الْمَهْدِيُّ مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ عَمِّي»، لكن قال الذهبي: "تفرد به محمد بن الوليد مولى بني هاشم وكان يضع الحديث".
ولا ينافي هذا الحمل وصف ابن عباس للمهدي في كلامه بأنه يملأ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا، وتأمن البهائم السباع في زمنه، وتلقي الأرض أفلاذ كبدها (أي أمثال الأسطوان من الذهب والفضة)؛ لأن هذه الأوصاف يمكن تطبيقها على المهدي العباسي.
وإذا أمكن حمل كلامه على ما ذكرناه، لم ينافِ الأحاديث الصحيحة السابقة أن المهدي من ولد فاطمة؛ لأن المراد بالمهدي فيها هو الآتي آخر الزمان الذي يأتم به عيسى صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم.