الأذان هو شعار الإسلام الأول، ونداء الصلاة الذي أوحى الله به إلى نبيه ﷺ، وقد نقله الصحابة رضوان الله عليهم بدقة كما سمعوه من مؤذن رسول الله ﷺ بلال بن رباح. ومن المهم أن يُحافظ المسلمون على النص الصحيح للأذان كما جاء في السنة، دون زيادة أو نقص، لأن العبادة لا تُقبل إلا إذا كانت على وفق ما شرعه الله ورسوله. وقد رُويت بعض الأخبار عن إضافة جملة "حي على خير العمل" في الأذان، خصوصًا ما نُسب إلى علي بن الحسين رضي الله عنه، إلا أن هذه الرواية لا تصح عند التحقيق، لمخالفتها للأحاديث المتفق عليها، ولأنها من قبيل المرسل الذي لا تقوم به الحجة.
حدثنا أبو بكر قال:
نا حاتم بن إسماعيل عن جعفر عن أبيه ومسلم بن أبي مريم «أن علي بن حسين كان يؤذن فإذا بلغ حي على الفلاح قال حي على خير العمل ويقول هو الأذان الأول».درواه ابن أبي شيبة في (المصنف1/244).
وفيه حاتم بن إسماعيل المدني أبو إسماعيل الحارثي مولاهم أصله من الكوفة صحيح الكتاب صدوق يهم (التقريب1/144 ترجمة رقم994).
وفي الرواية نكارة، وذلك لمخالفة الرواية للروايات الصحيحة في الأذان الأول الذي نزل بوحي من الله في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يثبت فيه شيء من هذه الزيادة.
من مقالات السقيفة:
نقد التشيع في "كشف أسرار ألف عام" لعلي أكبر حكمي زاده
ولا شك أن علي بن الحسين رضي الله عنه يكون مخطئا لو زعم أن الأذان الأول كان هكذا، بل ولا يجوز أن يؤخذ بقوله وإن كان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فإن الروايات المتفق عليها في البخاري ومسلم قد تضمنت نصوص الأذان التي أوحى الله بها وعمل بها النبي وأذن بها بلال أمامه صلى الله عليه وسلم. ولم ترد فيها هذه الجملة (الصلاة خير من النوم).
ومدار هذا الفعل على علي بن الحسين رضي الله عنه وهو من جملة التابعين، فخبره هذا لو صرح فيه بالرفع فهو في حكم المرسل، والمرسل ليس بحجة عند جماهير أهل العلم، كما نقل ذلك عنهم الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد، وهذا لو لم يوجد في السنة الصحيحة ما يخالفه، فكيف وقد وجد في الأحاديث الصحيحة الواردة في صفة الأذان ما يدل على بطلان هذا المرسل وعدم اعتباره!!