التقية بين الواقع والتاريخ: هل التزم بها أئمة أهل البيت كما يزعم الشيعة:
تُعد التقية من أبرز المسائل العقدية التي رفعها المذهب الشيعي الإمامي، حتى جعلوها بمنزلة الصلاة، وعدّوا تركها خروجًا عن الدين. فقد نص الصدوق في كتاب الاعتقادات على أنها واجبة، وكرر هذا القول كبار علمائهم، حتى الخميني في عصرنا الحاضر. لكن عند الرجوع إلى تاريخ أهل البيت وأئمتهم من ذرية الحسن والحسين وزيد الشهيد وغيرهم، نجد أنهم خاضوا الثورات والجهاد وأعلنوا مواقفهم صراحة في وجه الطغاة، ولم يُعرف عنهم التزامهم بهذه التقية المصطنعة. بل إن سيرتهم العملية تدحض الروايات الموضوعة التي تنسب إليهم القول بأن "تسعة أعشار الدين في التقية".
والروايات في الباب كثيرة كلها تدل على أن التقية هذه لم تعرف طريقها إلى الأئمة رحمهم الله كما صورها من وضعوا بذور التشيع باسم أهل البيت عليهم السلام.
من مقالات السقيفة:
شبهة حديث أن النبي موسى قام عريانا يجر ثوبه
عقيدة أهل البيت في النار: دار الهوان والشفاعة والرحمة
بل ولم تعرف طريقها إلى سائر أهل البيت رحمهم الله، وكتب القوم شاهدةٌ على ذلك، فمن أراد المزيد فعليه بسيرة زيد الشهيد بن الامام علي زين العابدين رحمه الله، وابنه أبي محمد يحيى، وعبد الله بن الامام الباقر، وعبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الامام زين العابدبن، وعبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط، وابنه محمد النفس الزكية قتيل أحجار الزيت، وابنه - أيضاً - إبراهيم قتيل باخمرى، وابنه - أيضاً - موسى، وابنه - أيضاً - موسى، وابنه - أيضاً - سليمان، وعلي العابد الصالح بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى، وأخوه عبد الله بن الحسن المثلث، وأخوه العباس بن الحسن المثلث، وإسماعيل الديباج بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى، وأخوه محمد بن إبراهيم، وعلي بن محمد النفس الزكية، وأخوه عبد الله الأشتر الكابلي صاحب الحروب والغزوات، وحمزة بن إسحاق بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار، وعلي بن العباس بن الحسن المثلث، والحسين صاحب الفخ بن على الصالح بن الحسن المثلث، والحسن بن النفس الزكية، وعبد الله بن إسحاق بن إبراهيم الغمر بن الحسن المثنى، ويحيى صاحب الديلم بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى، وأخوه إدريس بن المحض، وعبد الله بن الحسن الأفطس ابن على الأصغر بن الإمام زين العابدين، ومحمد بن يحيى بن عبد الله المحض، والعباس أبو الفضل بن محمد بن عبد الله الباهر بن الإمام زين العابدين، وإسحاق بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن السبط، ومحمد بن محمد بن زيد الشهيد، والحسن بن الحسين بن زيد الشهيد، والحسين بن إسحاق بن الحسين بن زيد الشهيد، ومحمد بن الحسين بن الحسن الأفطس بن على الأصغر بن الإمام زين العابدين، وعلي بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار، ومحمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف بن الإمام زين العابدين، والقاسم بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين، وأبو الحسين يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد، والحسين الحرون بن محمد بن حمزة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين، ومحمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى، وإسماعيل بن يوسف بن إبراهيم بن موسى بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى، وأخوه الحسن بن يوسف، وجعفر بن عيسى بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيارن وأحمد بن عبد الله بن موسى بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى، وعيسى بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي الزينبي، وجعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن الإمام زين العابدين، وإبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن العباس ابن أمير المؤمنين على رضي الله عنه، وأحمد بن محمد بن يحيى بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى، وعلي بن زيد بن الحسين بن عيسى بن زيد الشهيد، والطاهر بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس الشهيد، والطاهر بن أحمد بن القاسم بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن، وعلي بن عبد الرحمان بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن، ومحمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن زيد بن الامام الحسن، وجعفر بن إسحاق بن الإمام موسى الكاظم، وموسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله المحض ابن الحسن المثنى بن الإمام الحسن، وموسى بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار، ومحمد بن عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار، وعلي بن موسى بن موسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن، ومحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن، وعلي بن موسى بن إسماعيل بن الإمام موسى الكاظم، وإبراهيم بن موسى بن موسى بن عبد الله بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى، وعبد الله بن محمد بن يوسف بن موسى بن عبد الله المحض، وأحمد بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى، وعبد الله بن علي بن عيسى بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد، وعلي بن إبراهيم بن علي بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين، ومحمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن عمر الأطرف بن على رضي الله عنه، وحمزة بن عيسى بن محمد بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن رضي الله عنه، والحسن بن محمد بن زيد بن عيسى بن زيد بن الإمام الحسن، ومحمد بن الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن رضي الله عنه، وموسى بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى، ومحمد بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن السبط الداعي الشهير صاحب طبرستان، ومحمد بن حمزة بن عبيد الله بن العباس بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإسحاق بن العباس بن إسحاق الشهير بالمهلوس العلوي، والحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى، وعبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن المثنى، ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن علي العريضي بن جعفر الصادق، والقاسم بن زيد بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر، والقاسم بن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي الزينبي بن عبد الله بن جعفر الطيار، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي الزينبي بن عبد الله بن الطيار، ومحمد بن جعفر بن محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن المثنى، وأحمد بن الحسين بن علي بن إبراهيم بن عمر بن محمد بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعلي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن حمزة بن إسحاق بن علي الزينبي بن عبد الله بن الطيار، والحسين بن إبراهيم بن علي بن عبد الرحمن الشجري الحسنى ومحمد بن جعفر بن الحسن الشجري الحسنى، والحسن بن عبد الله الأشتر بن النفس الزكية بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى، والحسين بن محمد بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى، وإدريس بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى، والعباس بن محمد الأرقط بن عبد الله الباهر بن زين العابدين، وجعفر بن إسحاق بن الإمام موسى الكاظم، وجعفر بن علي بن الحسن بن الأفطس، وأحمد بن الحسين العمري من ذرية عمر الأطرف، والحسن بن محمد العقيقي من ذرية زيد الشهيد، وأحمد بن علي بن محمد بن عون من ذرية محمد بن الحنفية، وعلي بن محمد الأكبر الجواني بن عبيد الله الأعرج بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين، ويحيى بن أبي الحسين علي العاثر بن زيد بن أحمد بن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد الشهيد، ومحمد بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والشريف عبد الرحيم بن أحمد بن حجون بن محمد بن حمزة بن جعفر بن إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وموسى علي بن الحسن بن جعفر الخواري بن الإمام موسى الكاظم،،والحسين أبو عبد الله بن جعفر الحجة بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين، والحسين بن عبد الله بن العباس بن عبد الله الشهيد بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن الإمام زين العابدين، وموسى بن أحمد بن محمد بن القاسم بن حمزة بن الإمام موسى الكاظم، وأبو الفاتك عبد الله بن داود بن سليمان بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الإمام الحسن السبط رضي الله عنه، وعبيد الله أبو الحسن بن محمد أبي عمر بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعيسى بن عبد الله بن عمر الأطرف بن علي بن أبي طالب، وبن أبي جعفر أحمد زبارة بن محمد الأكبر بن عبد الله المفقود بن الحسن المكفوف بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن الإمام زين العابدين، وأبو القاسم علي نزيل طوس بن أحمد بن موسى بن أحمد بن أبي يعلى محمد الأعرج بن أحمد أبي علي بن أبي جعفر موسى المبرقع بن الإمام محمد الجواد، ومحمد بن علي بن الحسن المحدث بن الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين، والقاسم الأشج بن إبراهيم العسكري بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم... إلخ
من مقالات السقيفة:
الاحتفال بالمولد النبوي في ضوء الكتاب والسنة
تفسير قوله: ﴿مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا﴾ لغة ومنهج أهل السنة
وحصر أسماء هؤلاء رحمهم الله وقصصهم فيه طول
فهل عمل هؤلاء بالتقية؟
وهل اعتقدوا فيها كما يقول الصدوق: «اعتقادنا في التقية أنها واجبة، من تركها بمنزلة من ترك الصلاة»[1].
ويقول أيضاً: «والتقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج عن دين الله وعن دين الإمامية وخالف الله ورسوله والأئمة»[2].
وقال صاحب الهداية: والتقية واجبة لا يجوز تركها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها فقد دخل في نهي الله عز وجل ونهي رسوله والأئمة صلوات الله عليهم[3].
وقول الخميني: فإن الظاهر أن جعل ترك التقية من الموبقات وقريناً لجحد النبوة والإمامة ليس لمحض حفظ مال المؤمن أو عرضه مثلاً، بل لما كان تركها في تلك الأزمنة موجباً لفساد الدين أو المذهب صار بتلك المنزلة[4].
وهل اعتقدوا أصلاً أن تارك التقية كتارك الصلاة كما يروون عن إمامهم الصادق عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو قوله: «التقية من دين الله، ولا دين لمن لا تقية له، والله لو لا التقية ما عبد الله»[5]. وقول الصادق رحمه الله:
«إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له»[6]، وغيرها من الروايات التي ذكرناها؟!
[1] اعتقادات الصدوق (107).
[2] اعتقادات الصدوق (107).
[3] الهداية للصدوق (53).
[4] المكاسب المحرمة للخميني (2/163).
[5] فقه الصادق للروحاني (11/114).
[6] بحار الأنوار للمجلسي (66/486، 75/394، 399، 423، 79/172، 80/267)، الخصال، للصدوق (1/14) المحاسن، للبرقي (259)، الكافي، للكليني (1/217، 2/217)، وسائل الشيعة (الإسلامية) للحر العاملي (16/204، 215).